مبادرات الوعي

“ألش خانة”.. جرعة ثقافية دسمة بين سطور “المزاح”

مقدمة أحد الحلقات – مواقع التواصل
مقدمة أحد الحلقات – مواقع التواصل

“آن الأوان أن ترحلي يا دولة الخناشير”.. بهذا الشعار أسس الصيدلي المصري علي عبد الله، برنامجه المميز على شبكة يوتيوب، والذي اختار له اسم “ألش خانة”، ليقدم من خلاله جرعة ثقافية واضحة، يبرز المتناقضات في أداء وسائل الإعلام، ويتناول الظواهر التاريخية والسياسية بالأدلة العقلية.

أنشأ قناته في نهاية عام 2013، بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة وسقوط آلاف الضحايا، لتتسارع مشاهداته حتى وصلت إلى 22.136.983 مشاهدة، ولتحتل بذلك قناته المركز الثالث في تحقيق الأرباح السنوية للبرامج العربية على شبكة يوتيوب.

استوحي على عبد الله، الاسم من العبارة المصرية الدارجة “ألش”، والتي تعني نوعا من “المزاح” غير المبرر ولا معلوم الهدف، أما المقطع “خانة” فهو استعارة من التراث العثماني في مصر، والتي تعني منطقة أو مساحة.

يعرف علي عبد الله نفسه في منشور له بصفحة البرنامج على الفيسبوك بقوله: “أنا من مواليد ديسمبر ١٩٨٠، متزوج ولي ٤ بنات، بالترتيب: جنة – عائشة – حليمة – أمينة. خريج كلية صيدلة من إحدى جامعات مصر ومقيم خارج مصر من ٢٠٠٥”.

وحول اهتمامه بالسياسة والمشاركة فيها، يتابع علي: “رجعت مصر مع اللي رجعوا في ٢٨ يناير ٢٠١١ خلسة، من غير ما حد يعرف غير أم العيال، وقعدت مع اللي قعدوا في التحرير لحد يوم ١٢ فبراير وبعدين رجعت شغلي”.

وعن أسباب توجهه لإطلاق البرنامج يقول: “مات لي في الفض أكثر من ١٠ ما بين أصدقاء وجيران وأطفال كنت أعرفهم وهم عندهم ٦ سنين بيحفظوا قرآن في المسجد، ما شفتهمش من يوم ما سافرت، كبروا واستشهدوا على إيد السفاحين اللي بيحكموا البلد، ده غير المصابين والمعتقلين”، بحسب وصفه.

وتابع: “الحقيقة حسيت بالمسؤولية، إني برة البلد ومش باعمل حاجة مفيدة وقررت إني أركز في الفيديوهات أكثر وأجلت الماجيستير اللي كنت قربت أخلصه”.

عناوين لافتة

ما يميز البرنامج هو تعدد سلاسله التي تتناول عشرات الحلقات، على النحو التالي:

١-برنامج بالهجايص: وقدم خلالها 67 فيديو.

2-برنامج خمسة سياسة: وقدم خلالها 10 فيديوهات

3-برنامج إتاخر خدني جنبك: وقدم خلالها 18 فيديو

4- بث مباشر: وفيه 11 فيديو

5- سيناء: وهو ملف خاص عن سيناء قدم فيه 3 فيديوهات

6- إيران: وقدم فيه تحليلا عن الثورة الإيرانية في 5 فيديوهات

7- فلسطين: وفيها قصة الانتفاضة الفلسطينية في 8 فيديوهات

8- على ما تفرج: وفيه 12 فيديو.

9- سلسلة عقيدة العسكر: من الجهادية لكشوف العذرية في 7 فيديوهات

10- سلسلة ثورة الجزائر: العشرية السوداء في 6 فيديوهات

11- دليل الحرب الأهلية للمبتدئين في 5 فيديوهات

12- السيسي ٣٦٥: وفيها استعراض للعام الأول للسيسي في الرئاسة في 4 فيديوهات

وقفة مع أحد حلقاته

تناولت أحد حلقات البرنامج كتاب اليسارية الكندية ناعومي كلاين الشهير “عقيدة الصدمة”، والذي يتحدث عن موضوع “رأسمالية الكوارث”، والذي يحكي قصص تدخل أجهزة المخابرات الأميركية في توظيف الكوارث في بعض الدول لفرض نمط اقتصادي معين.

الكتاب يؤكد على نظرية نفسية وهي الصدم النفسي الذي يتبعه فقدان المصدوم القدرة على مقاومة ملفات سياسية واقتصادية كان سيرفضها في وضع مختلف عن وضع الصدمة، ويدلل الكتاب -عبر قصص التحول الاقتصادي في تشيلي والأرجنتين وبريطانيا في عهد تاتشر- كيف أن الصدمة كانت مركزية جدا في فرض التحولات الاقتصادية.

كما يمر الكتاب على قصة التحول الاقتصادي والسياسي في الاتحاد السوفياتي السابق عبر سياسات بوريس يلتسن الاقتصادية ومحاصرته للبرلمان وفرضه نمط التحول بقوة الدبابة، وحاول برنامج “ألش خانة” رصد نماذج الكتاب على الواقع العربي الذي يرى مراقبون أن نظرية الصدمة طبقت فيه بشكل أو بآخر.

تبدأ الحلقة بمناقشة الفكرة الأبرز من وجهة نظر “علي” بالكتاب، وهو حول ملف التجارب النفسية المتعلقة بالصدم و”الصفحة البيضاء”، حيث كانت معامل التجارب النفسية قد وضعت نظرية للتعذيب قائمة على أساس توظيف التعذيب في مسح معتقدات وأفكار الضحية ثم إعادة بنائها مجددا، وكيف انتقلت تلك التجارب إلى سياسات عالمية.

لمطالعة حلقات البرنامج عبر هذا الرابط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى