شخصيات

[:ar]ليلي عبد المنعم “أم المخترعين”.. أذابت الحديد وقاومت الزلازل[:en]Laila Abdel Moneim[:]

في ليلة صاخبة من منتصف فبراير/ شباط عام 2012، في قلب العاصمة الإنجليزية لندن، عدّلت العالمة المصرية ليلى عبد المنعم حجابها وهي تستعد لاعتلاء المنصة التكريمية أمام ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في قصر باكينغهام، لتنال جائزة استحقاق الدرجة الأولى لمؤتمر “جلوبل” الدولي بعد اكتشافها طريقة تسمح بحماية المنشآت من آثار الزلازل.

كانت ليلى تفكر في الموقف الأصعب بعد تسلم الجائزة، حين تستلم ناصية المؤتمر لإلقاء كلمتها التي تشرح فيها كيف توصلت إلى اختراعها المهيب الذي لفت أنظار مراكز البحث الدولية ونال اعتماد أغلبها بعد تجارب عدة.. لم يدم التفكير طويلاً، فسرعان ما قالت ليلى في كلمتها إنها اكتشفت هذه الطريقة بعد قراءتها لآية في القرآن الكريم.

“آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا”.. تشير العالمة المصرية ليلى عبد المنعم، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الهندسة، إلى أن ما جاء في سورة الكهف استوقفها لتتدبر موقف نزوله جيدًا، وألهمها لتجري عددًا من التجارب.

توصلت ليلى إلى تركيبة جديدة من “الخرسانة المسلحة”، التي استخدمت فيها المواد نفسها التي استخدمها ذو القرنين لإقامة الحاجز بين الجبلين، وهي مواد مستخرجة من منتجات البترول يُضاف إليها حديد منصهر مع الإسفلت، فحصلت على مادة صلبة تساعد في مقاومة الزلازل من حوائط البيتومين.

أم المخترعين:

هي ليلى عبد المنعم عالمة مصرية مقيمة في لندن، ولدت في السيدة زينب عام 1949 لخمسة أخوة، درست الهندسة وأنجزت دبلومة في الهندسة الميكانيكية والهيدروليكية، وعُينت رئيس قسم التصميم والتنفيذ في مرفق مياه القاهرة، وقدمت فكرة مختلفة وهي الغسالة الأوتوماتيكية التي تحتوي على حوضين، وهي ذات دورة هيدروليكية للمياه وتصلح في الفنادق، كما أنها توفر 50% من الكهرباء والمسحوق، وتم تقديم الفكرة إلى أكاديمية البحث العلمي ونالت براءة اختراع.

وبعد حصولها على جائزة جلوبل وهذه الجائزة لا تمنح إلا للعلماء في مجال الاختراعات، وجدت لجنة التحكيم أن رصيدها من الاختراعات الذي تم تسجيله في مجال البحث العلمي كبير، وبعض الاختراعات كانت فائقة، فأطلقوا عليها لقب أم المخترعين وقالوا إن هذا العدد من الاختراعات لم يقدم قبل ذلك سواء داخل مصر أو خارجها.

اختراعات عظيمة

من أهم اختراعات ليلى عبد المنعم الحديد المنصهر الذي يقاوم الزلازل والصواريخ، وقد حصلت على وسام الاستحقاق البريطاني بعد هذا الاختراع، كما اخترعت المواسير التي تقاوم التآكل، واختراع فرشاة أسنان حلزونية، وأيضا اختراع جهاز يمكِّن من تمرير الهواء بداخل عدادات المياه، والسبحة الألفية التي تأتي بشكل العداد، والفلتر الذي يوفر 50% من المياه، كما اخترعت جهازاً يقيس نسبة إجهاد القلب رياضيًا.

وفي مجال الطب اخترعت كمامة الشخير وجهازاً لخلع الأسنان، وماكينة لقص الجبس وأيضا فرن يعمل على التخلص من الجمرة الخبيثة، وقد نفذت الصين فكرة هذا الفرن وبالمواصفات نفسها التي قدمت إلى أكاديمية البحث العلمي.

كما أن لها اختراعات أخرى في مجال الهندسة الميكانيكية، والهندسة الإلكترونية، وهندسة الري، والهندسة الزراعية، وأيضا في مجال الطاقة، وهندسة الاتصالات، والهندسة النووية، مثل فلتر المياه، والبوتاجاز متعدد الأغراض، والتليفون الخاص بالدراسة، واختراع خيمة تعمل بالطاقة الشمسية، واخترعت إنسانًا آليًا يبحث عن المتفجرات، كما اخترعت آلة تزيل الجلد الزائد، ويعد من أهم وأبرز اختراعاتها بحيرة اصطناعية، يتم تشغيلها لتكون قاعدة صواريخ فضائية.

تكريمها

بعد أن وصلت المخترعة ليلى عبد المنعم لأكثر من مائة اختراع حصلت على وسام الاستحقاق، من قبل مؤتمر جلوبل الدولي المنعقد في لندن، لتكون أول عربية تحصل على هذا الوسام الرفيع، وكان ترتيبها الثالث بين ألف مشارك بالمؤتمر.

اللافت وعلى الرغم من كل هذه الاختراعات هو أنها لم تحصل على براءة اختراع واحدة من بلدها مصر، وقد وصفها أحد أعضاء لجنة التحكيم التي منحتها جائزة الاستحقاق بـ “أم المخترعين التي تعمل في صمت أبو الهول وشموخ الأهرامات”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى