رغم بداية عرضه من عام 2013، إلا أنه ظل كاشفا لكواليس الفساد السياسي الامريكي داخليا، والتي أحسن مسلسل بيت البطاقات “هاوس أوف كاردز House of Cards”، عرضها في العمل التلفزيوني السياسي المقتبس عن رواية بيت من ورق الصادرة عام 1989م ، للكاتب مايكل دوبس.
صدر الجزء الأول من المسلسل بتاريخ 1 فبراير لعام 2013 م، وتلقى الكثير من الآراء والمراجعات الإيجابية والعديد من الترشيحات والجوائز، منها 33 ترشيحًا لجائزة الإيمي، كما ويعد أول مسلسل تلفزيوني يبث عبر الإنترنت فقط ويتلقى ترشيحات لجوائز الإيمي الرئيسية، كما حصل البرنامج أيضًا على ثمانية ترشيحات لجائزة غولدن غلوب.
ويعد المسلسل واحداً من أنجح الأعمال التي أنتجتها شركة نتفلكس على الإطلاق، ويعتقد انه كان عاملاً أساسياً في نموها الكبير مؤخراً. ومع أن الموسم الأخير من المسلسل كان مخيباً جزئياً بعد اختفاء شخصية فرانك اندروود نتيجة اتهامات طالت النجم كيفن سبيسي.
يحتوي كل موسم من المسلسل على ثلاث عشرة حلقة، كما هو الحال في العديد من إنتاجات نيتفليكس، وكل حلقة تمثل بطاقة واحدة في مجموعة من بطاقات اللعب، ويستند المسلسل الأمريكي إلى إنتاج بريطاني أقدم من إنتاج BBC لعام 1990 يحمل نفس الاسم إلا أنه لم يكن سوى سلسلة من أربع حلقات، مأخوذ من رواية مايكل دوبس الذي شغل منصب رئيس الأركان في حكومة مارغريت تاتشر البريطانية من عام 1986 إلى عام 1987. أي أن الكاتب كان سياسياً مخضرماً يعرف عما يكتب.
أما مبدع النسخة الأمريكية، بيو ويليمون، فقد عمل مع مجموعة من الشخصيات السياسية المعروفة مثل تشاك شومر، وهيلاري كلينتون، وهوارد دين، كما استأجر جاي كارسون، زميله السابق في الكلية والاستراتيجي السياسي الحالي الذي عمل سابقًا مع مايكل بلومبرغ، هوارد دين، وكلنتون. وذلك من أجل الحصول على حبكة درامية ممتازة.
وقد غيّرت نيتفليكس في قصة المسلسل عن طريق إطلاق الموسم بأكمله في آنٍ واحد، فأسرت بذلك عقول المشاهدين وأعينهم حيث أن المشاهدين لا يحتاجون الانتظار أسبوعاً كاملاً لمشاهدة كل حلقة، بل أنهم يستطيعون الاستمرار بالمشاهدة فوراً دون أن ينسوا الأحداث السابقة وهم يحتفظون بحماسهم تجاه هاوس اوف كاردز.
وقد حطم المسلسل الأرقام القياسية، فكان أول مسلسل من إنتاج نيتفلكس يفوز بجائزة إيمي، وبذلك مهدت الشركة الطريق للمسلسلات الأخرى التي تعرض على الانترنت للفوز بالجوائز الدولية، لاسيما وأن مخرج العمل قد أمضى بعض الوقت مع كيفن مكارثي وذلك من أجل التعرف بشكل أفضل على شخصية فرانك أندروود، بطلة العمل، وتعرف على الحزب الجمهوري، الذي يضم غالبيته مجلس النواب من ولاية كاليفورنيا.
والبيت الأبيض الذي ظهر في المسلسل هو مجسم منزل حقيقي بنته الشركة، على الرغم من أن الكثير من أحداث العرض قد تمت في واشنطن، إلا أن مشاهد البيت الأبيض كانت تجري داخل مسرح الصوت في جوبا، بولاية ميريلاند.
قصة العمل
المسلسل الأمريكي مكون من 6 أجزاء، وينتمى لفئة الدراما السياسية، وهو من تأليف وإنتاج بو ويليمون، وهو مبنى على مسلسل بريطانى بنفس الاسم والتى بدورها مبنية على رواية من تأليف مايكل دوبز.
يتتبع المسلسل الذى ألفه المنتج الأميركى بو ويليمو، قصة فرانك أندروود وهو زعيم أغلبية الحزب الديمقراطى فى مجلس النواب الأمريكى النائب عن الدائرة الانتخابية الخامسة بولاية كارولاينا الجنوبية والذى بعد أن تم التغاضى عن تنصيبه كوزير الخارجية وضع خطة مدروسة ليضع نفسه فى منصب قوة. مقام السلسلة الأول هو عن البراجماتية القاسية، التلاعب و القيام بأشياء سيئة تحت ذريعة المصلحة العامة، روبين رايت، كايت مارا وكورى ستول لديهم أدوار رئيسية أيضاً.
ويكشف المسلسل كيف استخدم رجال الأعمال ثورة الاتصالات فى التزوير بالدعاية وبيع نسب مشاركة غير صحيحة، سواء فى مجال التجارة أو السياسة أو غيره، حيث أصبح اهتمام رجال الأعمال والسياسيين ينصب على إثبات أن لديهم أرضية شعبية حتى ولو كان بالتزوير، لأن وجود أرضية لهم تعنى الحصول على الكثير من الأموال، حيث يجسد كيفين شخصية مالك لأحد هذه الشركات ويدعى مارفيل، وتدور الأحداث حول القبضة الحديدية لمارفيل، وكيف يواجه صعوبات فى عمله، وكيف يتغلب عليها.
ويمتد هذا المفهوم من خلال المسلسل للسياسة، حيث يقوم أعضاء مجلس الشيوخ ومن خلفهم رئيس البلاد بإعطاء الناخبين ما يريدون من وعود رنانة، ولا يقومون بتنفيذ أى شىء على أرض الواقع، وينتقد المسلسل أساليب الدعاية التى أصبحت تحيط كل فرد سواء كان مدركا لها أو غير مدرك.
نجاح ساحق
السلسلة لقيت نجاحاً كبيراً منذ بداية عرضها عام 2013، كما أثارت فى موسمها الخامس الكثير من الجدل، نظراً لوجود حالات تشابه فى الأحداث التى وقعت خلال العمل، والأحداث التى مرت بها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ توليه مقاليد الحكم فى البيت الأبيض، مثل آرائه السياسية وعلاقته السيئة بوسائل الإعلام، وموقفه من الحرب على ما يسمى بالإرهاب.
وقد حظي المسلسل بشعبية كبيرة في الصين، حتي إن وانغ تشي شان، أحد كبار قادة “الحزب الشيوعي الصيني” يعد أحد اشد المعجبين به، فالمسلسل يظهر الفساد السياسي السافر، كما أنه يعد طعنة في ظهر القيادات التي تنافق أمريكا، بحسب قول تشي شان. أيضا، كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أيضًا من أكبر المعجبين بالعرض حتى أنه كتب علي تويتر، “لا للمفسدين” (يقصد حارقي الأحداث) وذلك قبل العرض الأول للموسم الثاني.
وبشكل عام، فإنه يجب أن يكون هناك تغيير ملموس لجذب الاشخاص لمشاهدة شرذمة من السياسيين يطعنون بعضهم البعض في الظهر، لكن يبدو أن هاوس اوف كاردز كان مثالاُ لصنع مسلسل درامي وسياسي وناجح معاً.