كتب

“كلمات نقتل بها أولادنا”.. عبارات تترك أثرا سلبيّا على أطفالنا

 

محمود مطاوع – ليما:

يتحدّث كتاب “كلمات نقتل بها أولادنا” لجوزيف وكارولين مسينجر، في 322 صفحة، والمنشور بتاريخ 2015، عن العديد من العبارات والكلمات التي يستعملها الآباء يوميّاً أثناء التحدُّث مع أطفالهم والتي تترك أثراً سلبيّاً عليهم من الناحية النفسيّة والعاطفيّة، وربّما تَهدم حياتهم وتُغيِّر مسار مستقبلهم، حيث يضطر الولد إلى التعايش مع الصورة التي يكوِّنها عنه والداه.

ويقول الكاتبان إننا قد تعرّضنا جميعنا يوماً ما لمثل هذه الكلمات الخاطئة والمُتناقضة والتي يقومان بشرحها وشرح مدى تأثيرها على نفسيّة الطفل، ثمّ يقدمان لنا بديلاً عن هذه الكلمات، والتي منها:

1. أنت فاشل:

اتهام الأطفال بالفشل قاتل، ويجهل الوالدين تأثير هذه الكلمات التي يستخدمانها على المدى البعيد، فيتّهمان أولادهما بالفشل في حين أنّ مسؤوليّة هذا الفشل تقع عليهما. لذلك يتعيّن على الأهل التدقيق في كلامهم قبل التفوُّه به، لأن هذه الكلمات التي تجتاح الأنا لدى الطفل تؤثِّر في سلوكه عندما يصبح راشداً وتغيِّر وجهة مستقبله وتُضعِف شخصيته وتُنقِص استعداداته الوراثيّة.

2. طلاق الأطفال:

عندما يُطلّق الأب أمّ طفله، فإنّه يُطلّق طفله أيضاً، فيَشعُر الطفل بغياب والده كتمزّق، كهرب، كهجر للبيت، لذلك من الضروري أن يتفادى الوالدان حدوث الانفصال بين الولد وأبيه وأمه. فإذا قرّرتم الانفصال عن شريككم، هذا شأنكم، لكنّ ولدكم ليس مضطراً لتحمّل عواقب انهيار زواجكم.

3. الناجح، ناجح دائمًا:

عندما تفرض على ابنك أنّ عليه أن ينجح في كل شيء، فإنّك تُعرِّضه للإحباط والحرمان وعدم القدرة على تقدير ما لديه. إنّ فرض هذا على أولادكم يعطيهم علامة سيّئة حتّى قبل أن يدخلوا اللعبة. سوف يصبحون عاجزين عن إرضاء أنفسهم، ويظلّون غير مكتفين بما يحقّقونه.

4. نسخة عن الوالدين:

الوالد أو الوالدة الذي يذيب شخصيّة ابنه في شخصيّته، يتسبَّب بتكوين شخصيّة طفيليّة لدى ولده في سن الرشد، فتكون طريقة تفكير الأبن وتصرُّفه نتيجة الحماية التي تحيطه بها أمّه والفخر الذي يشعر به والده لنجاحه في المدرسة أو الرياضة، فيبقى ملتصقاً بمنزل والديه ويتلاعب بمشاعرهما. ويصبح شعورهما بالذنب ملعبه المفضل.

5. إذا لم تفعل، فلن أحبك

امتنعوا عن اللجوء إلى تهديد أولادكم بالتوقُّف عن حبّهم، بهدف معاقبتهم، حتّى وإن كان ذلك من باب المزاح. فالمشاعر التي تربطكم بفلذة كبدكم هي مشاعر مقدّسة. فإذا منحته الحب دون قيد أو شرط عاش حياةً بنّاءة وبادلك الحب أضعاف. أمّا إذا حرمته من هذا الحب أو كبّلته بشروط مقيِّدة فسيحيا حياةً مُدمَّرة تدفع أنت ثمنها طوال حياتك.

6. عندما كنت في سنّك:

هذه العبارة الكلاسيكية التي تضع مقارنة بين الولد ووالده أو والدته تكشف عن أنانيّة عنيدة، فعبارة (أنا في سنك) تُعبّر عن وضع الشخص الذي يلعب بذكريات الآخرين فيقفز فوقها ويستبدلها بذكرياته الخاصّة. فالمقارنة تُضعِف ثقة الطفل بنفسه وتحط من قدره وتُولِّد في نفسه شعوراً بعدم الكفاءة.

7. أُحبّك أكثر هكذا:

إنّ استخدام الكلمات السامّة يسري بالوراثة فلا بدّ أنكم سمعتم آلاف المرات هذه الجملة الجارحة من دون أن تعيروها أدنى اهتمام فترددونها دون سوء نيّة. لكنّ الأذى الذي تلحقونه بأولادكم هو مُضِر بقدر ملاحظة جارحة تُوجَّه إلى فتاة تُعاني من الوزن الزائد (توقفي عن أكل السكاكر، لا أُحبّكِ عندما تكونين سمينة هكذا) فلا فارق يُذكَر بين (أُحبّك أكثر..) و(لا أُحبّك..) جملتان تعبِّران عن حُب ضعيف هزيل، وربما يختلف كثيرون مع  هذا الطرح.

8. البِكر، الولد الأكبر:

التضحية التي تُطلَب من البِكر حيال إخوته وخصوصاً لإخوته الصغار تولِّد استياءً لدى الولد البِكر، إذ تُفرَض عليه مسؤوليّة شبه أبويّة لم يَطلُب تحمّلها، فيجعل منه الوالدان بديلاً للأب أو الأم من دون طلب رأيه. لا تطلبوا أبداً من ولدكم البكر أن يكون القدوة والمثال لإخوته ولكن تكلّموا عنه مُتّخذين إيّاه كمثال كلّما استحقّ ذلك. فكلّما كافأتموه وأثنيتم عليه، شعر بارتفاع قدره في أعين أخوته وأخواته.

9. سوف أضربك:

كلمة “سوف” تُمثِّل المفتاح لتأجيل وإرجاء ما يمكن القيام به الآن إلى أجلٍ غير مسمّى. وطفلكم قد فهم الفارق تماماً بين ما تهددون بفعله وما تودّون فعله حقّاً، لذلك لا تنجحون في الحصول منه على ما تريدون. فهو يفهم فقط أنّ أمّه لا تنوي ضربه وبالتالي لا يوجد خطر فوري يهدّده. لذلك عليكم كسر حلقة التهديدات المُفرَغَة أمام عصيان الولد ومخالفته، بإلغاء عبارة “سوف” نهائياً واستبدالها بجملة واضحة وحازمة، ولا تنسوا أن تنفّذوا تهديدكم إذا استمر الولد في عناده.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى