برغم أنها تحمل عنوان رابعة كرمز؛ إلا أنها توثق لسير شهداء الثورة المصرية في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري الواقع في 3يوليو 2013 ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي. صدر من السلسلة ثلاثة أجزاء وتتضمن تراجم لعدد من الشهداء حيث أشار المؤلفون (14 مؤلِّف) إلى أنها عمل توثيقي ممنهج يستهدف حماية سير الشهداء من الاندثار أو التأريخ المشوه الزائف.
يحتوي الكتاب الأول الصفحات من 1 إلى 379 ويتضمن ثلاثة فصول؛ الفصل الأول بعنوان “الأرواح الساجدة، مذبحة الحرس الجمهوري، 8يوليو 2013″، ويوثق سير 9 من شهداء المذبحة، والفصل الثاني بعنوان “أرض الصمود، مذبحة النصب التذكاري، 27يوليو 2013″، ويوثق سير 16 من شهدائها، والفصل الثالث بعنوان “أطهر دماء، مذبحة رابعة العدوية، الجزء الأول”، ويوثق سير 78 من شهداء فض اعتصام رابعة العدوية الواقع في 14أغسطس 2013.
يحتوي الكتاب الثاني الصفحات من 380 إلى 960 ويتضمن أربعة فصول؛ الفصل الثالث بعنوان ” أطهر دماء، مذبحة رابعة العدوية، الجزء الثاني”، ويوثق الجزء الثاني من سير شهداء فض اعتصام رابعة العدوية وعددهم 64، والفصل الرابع بعنوان “للشرف ميدان، مجزرتا ميداني النهضة ومصطفى محمود، 14أغسطس 2013” ويوثق سير 8 من الشهداء، والفصل الخامس بعنوان “صمود رغم الدم، مذبحة ميدان رمسيس، 16أغسطس 2013″، ويوثق سير 18 من الشهداء، وأخيرًا الفصل السادس بعنوان “على خارطة الثبات، شهداء من كل المحافظات، الجزء الأول، 2013-2015″، ويوثق سير 11 من شهداء ينتمون للمحافظات المصرية المختلفة والذين اغتالتهم آلة الانقلاب العسكري في حوادث مختلفة.
يحتوي الكتاب الثاني الصفحات من 961 إلى 1438 ويتضمن الفصل السادس بعنوان “على خارطة الثبات، شهداء من كل المحافظات، الجزء الثاني، 2013-2015″؛ ويوثق سير 3 من شهداء فض ميدان رابعة إضافة إلى 96 في حوادث بمحافظات مصرية مختلفة.
أشار المؤلفون إلى اعتماد مصدرين أساسيين في جمع معلومات التراجم؛ أ) شبكة الإنترنت ممثلة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والفيسبوك وما تضمنته من معلومات وشهادات وصفحات مخصصة للشهداء تخليدًا لذكراهم، ب) المقابلات الشخصية مع ذوي الشهداء. ثم أقر المؤلفون بشح البيانات المتوفرة في المصدر الأول وصعوبة الوصول للمصدر الثاني وبرروا بهذا السبب عدم تمكنهم من تحرير السير لكل الشهداء الذين أشاروا إلى أن عددهم التقريبي (3250)، ومن ثم كان تحرير السير “عشوائيًا” بحسب من يتوفر له بيانات.
قسمت التراجم في الكتاب إلى محاور مشتركة وموحدة تستوعب أكبر قدر من المعلومات والشهادات حول الشهداء وهي: (البيانات الشخصية للشهيد، إرهاصات ما قبل الشهادة، قصة الشهادة زمانًا ومكانًا، الشهيد في عيونهم، بعد الرحيل، حياة في كلمة)، كما أشار المؤلفون إلى أن بعض هذه المحاور لم يمكن استيفاؤها لبعض الحالات.
يذكر المؤلفون أن جميع من وثَّقت السلسلة تراجمهم وسيرهم قضوا في مجازر مروعة ارتكبها الجيش والشرطة المصريين بدم بارد في حق أبرياء سلميين ثاروا للدفاع عن حريتهم وإرادتهم، ولم يحملوا سلاحًا سوى الثبات واليقين والحناجر الصادحة بالهتاف ضد الحكم العسكري الغاصب وذلك في حوادث بمختلف محافظات مصر. فض الاعتصامات والمسيرات المناهضة للانقلاب، ومهاجمة فاعليات الطلاب بالجامعات، وعربة الترحيلات، والإهمال المتعمد للمعتقلين بالسجون، والتصفية بالمنزل، ليست إلا نماذج لأحداث أليمة أزهقت فيها كثير من الأنفس البريئة.
ويرى المؤلفون أن هذه التراجم هي الجانب الأكثر جدارة بالتوثيق، والحفظ في ذاكرة الأجيال، وصفحات التاريخ، من كل جوانب الصراع بين الثوار والانقلاب في مصر؛ ذلك أنه الجانب الإنساني الذي قد يغفل عنه المحللون والمؤرخون، وهم يرصدون التداعيات الاقتصادية والسياسية والحقوقية.. وغيرها لذلك الانقلاب، ويعتبرون أن القيم التي تحملها سير الشهداء، من ثبات وصمود وتضحية وتجرد وشجاعة وإقدام ويقين بحتمية انتصار الحق واندحار الباطل، هي الزاد الحقيقي لكل عشاق الحرية في كل زمان ومكان.
مؤسسة وعي للبحث والتنمية تثمن هذا الجهد وتعتبره من مبادرات الوعي التي تعالج المضمون الإنساني والاجتماعي في تاريخ الشعوب، وقد حصلت على موافقة من الناشر لعرض تراجم هؤلاء الشهداء عبر موقعها.
يمكنكم النقر على اسم الشهيد لعرض بطاقة معلومات موجزة أو الانتقال للترجمة الكاملة لسيرته: