مبادرات الوعي

دفتر أحوال.. مبادرة من رحم الثورة للتوثيق والأرشفة

في 12 يوليو/ تموز 2015، أطلق مجموعة باحثين مصريين مبادرة مستقلة تهدف لتدشين مخزن حقائق لأرشيفات بديلة وقواعد بيانات مفتوحة حول التاريخ الاجتماعي والمؤشرات الاجتماعية في مصر بعد ثورة يناير.

تحولت المبادرة إلى مركز بحثي رسمي مع تسجيله وفق القانون المصري بالهيئة العامة للاستثمار في مايو 2016، تحت اسم “مركز دفتر أحوال للأرشفة والتوثيق والأبحاث DCADR”، ومقره العاصمة المصرية القاهرة.

يعرِّف المركز نفسه بأنه “ليس له صلة بأية أراء أو توجهات أو خلق مناصرة أو مواقف سياسية أو فكرية أو دينية أو شخصية”، ويهدف إلى “مجتمع أكثر تشاركيةً وسلاماً وعدلاً وإنسانيةً، تتحقق فيه المحاسبة والشفافية وحرية تداول المعلومات للجميع”.

تتبنى المبادرة عددا من القيم والرسائل أبرزها: “إتاحة معرفة بديلة حرة بشكل مهني وحيادي ودقيق قدر الإمكان، وإتاحة أرشيف بديل لروايات التاريخ الاجتماعي من أسفل، ورفع الوعي المجتمعي حول القضايا السياسية والاجتماعية، وبناء قدرات تحليل وإدارة البيانات داخل المجتمع”.

كما تسعى المبادرة لتعزيز جسور الذاكرة الجمعية بين الماضي والحاضر داخل الوعي المصري، وتقوية أطر التشاركية والتواصل المؤسسي والمجتمعي، ودعم حرية تداول المعلومات والشفافية، ودفع مسار العدالة الانتقالية للأمام.

وتعمل المبادرة على عدد من البرامج التوثيقية، أبرزها:

برنامج أرشيف ذاكرة المصريين:

يعمل على بناء وإتاحة ذاكرة جمعية عن التغيرات السياسية والمجتمعية في مصر الحديثة كأرشيف بديل مفتوح عن التاريخ الاجتماعي من أسفل، ويشمل إنتاج قواعد بيانات ضخمة وأرشيفات وثائق ومواد مرئية عن الأحداث والفعاليات والمجموعات المتشاركة والروايات غير الرسمية والرسمية عنها، بحيث يعتبر الفرد وعلاقته بالمجموعة/المجتمع هو العنصر الأساسي لصنع الحدث التاريخي.

برنامج المؤشرات الاجتماعية:

يعمل على بناء وإتاحة قواعد بيانات اجتماعية ومؤشرات وتنبؤات إحصائية عن القضايا والموضوعات الاجتماعية في مصر، ويعتبر الفرد وعلاقته بالمجتمع هو العنصر الأساسي لصنع الحدث الاجتماعي. كما يعمل البرنامج على إقامة أنشطة تشاركية لتعزيز قدرات تحليل وإدارة البيانات وبناء تصميم معلوماتي بطريقة احترافية.

كما تؤسس المبادرة لعدد من القيم البحثية، أبرزها الاستقلالية، وحرية تداول المعلومات، والشفافية، والدقة، مع الحيادية والموضوعية والمهنية، والابتكار والمرونة، والتشاركية والمسؤولية الجماعية في العمل والإدارة، مع حماية الخصوصية وعدم جلب الضرر.

وتستهدف بإصدارتها الرأي العام المصري، وصناع القرارات والمسؤولون، والباحثون والأكاديميون، والمراكز البحثية المختلفة، ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وحملات الدعم والناشطون بالمجال العام، وجميع الأطراف السياسية والمعنيون بالقضايا السياسية والاجتماعية في مصر، فضلا عن المهتمين بالأرشفة والإحصاء وإدارة البيانات ونظم المعلومات ووسائل التعبير الرقمي، والصحافة والمنصات الإعلامية المطبوعة والتليفزيونية والرقمية.

وتسهم المبادرة في إتاحة قواعد بيانات مفتوحة للرأي العام وفق بنيان معلوماتي وإحصائي مترابط ودقيق ذو معايير شفافة، مُوضحة مصادر كل معلومة، حول المساحات السياسية والاجتماعية في مصر وعلاقتهم بالمواطن خلال فترة زمنية معينة.

كما تستهدف نشر إصدارات دورية على هيئة تقارير شاملة وتحليل إحصائي مُوَضَّحة المنهجية والمعايير، وإنتاج عروض بصرية ثابتة ومتحركة للمحتوى المعلوماتي، مبتكرة ومُبَسَّطة وسهلة التصفح في متناول المواطن العادي، وبناء أرشيف مفتوح للذاكرة الجمعية من وثائق ومستندات ومعلومات وروايات ومواد مرئية ومسموعة ومكتوبة وغيرها من الأدب الرمادي، فيما يتعلق بالمساحات السياسية والاجتماعية في مصر.

وتعتمد المبادرة في رصد إحصائياتها على ورش عمل حول إدارة البيانات وتقييم المعلومات والأرشفة والإحصاء وبناء نظام معلوماتي مترابط داخلياً، وخدمات أرشفة وإحصاء ورقمنة وإدارة بيانات ووثائق لمؤسسات وحملات وأفراد فاعلين داخل المجتمع.

نموذج لإصدارت المبادرة

أصدرت المبادرة بنهاية يوليو 2015 توثيقا فريدا لأحكام الإعدام والإحالة للمفتي على خلفية سياسية خلال 4 سنوات مضت من عمر الثورة المصرية، وقسمته إلى ثلاثة أقسام:

الأرشيف المعلوماتي: ويضم قاعدة بيانات كاملة تفصيلية للتقرير في صيغة إكسل.

التحليل الإحصائي: هو عرض إحصائي منفصل يمثل الواقعة والوضع القانوني، محافظة الواقعة، النطاق الزمني لحدوث الواقعة، النوع الإجتماعي، تاريخ الإحالة للمفتي، حالة المحكوم عليه والموطن الأصلي له، نوع ودرجة المحكمة الماثل أمامها.

الرسوم البيانية: وهي عبارة عن عرض بصري تم تقسيمها وفقاً للوضع القانوني، محافظة الواقعة، تاريخ الإحالة إلى المفتي، النطاق الزمني للواقعة، الموطن الأصلي للمحكوم عليه، الوضع القانوني والنوع الإجتماعي.

ويمكن إيجاد روابط كل جزء مع التقرير الشامل هنا

وبشكل عام، فإن تلك المبادرة يمكن اعتبارها واحدة من سبل إثراء المحتوى المعلوماتي الرقمي وإتاحة معرفة بديلة حرة أمام الناشطين بالمجال العام، للاستعانة بها في مختلف أنشطتهم وسياقاتهم، وهو أمر يفتقده مجتمعنا العربي بصورة كبيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى