الموضوعات المميزة

سباق لقاحات كورونا.. هل بدأ العالم في السيطرة على الوباء؟

سباق لقاحات كورونا.. هل بدأ العالم في السيطرة على الوباء؟

ربما لا يبدو غريبا على أسماعنا هذه الأيام كلمات مثل مودرنا، فايزر، أسترازينيكا، وهي أسماء مختبرات طبية شهيرة انخرطت في سباق محموم في الأشهر الأخيرة لتطوير أول لقاح ضد كوفيد-19.

وفي حين أن النتائج التي تم الإعلان عنها في نوفمبر 2020 مشجعة للغاية، فإن لكل لقاح محتمل خصائصه: منهج اكتشافه والجرعة التي يتم تناولها وطريقة التخزين وميكانيزم عمل اللقاح.

في هذا التقرير نسلط الضوء على لقاحات هذه المختبرات وخصائصها.

الفرج.. فجأة!

فصلت أيام قليلة بين الإعلان الكبير لعدد من المختبرات الطبية عن فعالية لقاحها ضد كوفيد-19. التحالف الألماني الأمريكي للتكنولوجيا الحيوية بيونتيك وفايزر افتتح السباق في أوائل نوفمبر بالإعلان عن نجاحه في إنتاج مصل فعال بنسبة 90 بالمئة.

بعدها بيومين، دخل الروس على الخط، من معهد جمالايا، ومزايدين على بيونتيك وفايزر بالإعلان عن فعالية لقاحهم بنسبة تصل إلى 92 بالمئة. ثم جاءت الشركة الأمريكية مودرنا من بعدهما لتعلن عن نسبتها التي وصلت إلى 94,5 بالمئة. ثم عاد مؤخرا تحالف بيونيك وفايزر ليعلن عن نتيجتها النهائية التي وصلت إلى 95 بالمئة.

تشكيك بالنتائج

في هذه المنافسة العالمية المحمومة، يحاول كل مختبر شغل الساحة الإعلامية بلقاحه المنتظر بغرض جمع أكبر عدد من الطلبات المسبقة عليه. ومع ذلك فيجدر التنبيه إلى أن هذه النتائج ليست سوى نتائج جزئية للمرحلة الثالثة من التجارب التي لا تزال مستمرة وتتطور سريعا، والتي تضم عددا قليلا من المتطوعين.

أيضا فإن هذه البيانات، التي تحدثت عنها الصحافة الإخبارية، لم يتم نشرها بالتفصيل في مجلات علمية معتبرة. كما أن هناك عدة أسئلة لا تزال بلا إجابة، على سبيل المثال: ما هي مدة المناعة التي توفرها هذه اللقاحات؟ هل تم إثبات الفعالية أيضا فيما يخص الأشخاص الأكثر ضعفا؟ هل هناك أية آثار جانبية خطيرة؟

ومن بين عدة لقاحات تم تحديدها في نوفمبر 2020 من قبل منظمة الصحة العالمية، يبدو أن ثلاثة لقاحات فقط هي التي وصلت للمرحلة الأكثر تقدما، والذي قيست خلالها فعالية اللقاح على عشرات الآلاف من المتطوعين المنتشرين في عدة قارات. أي لقاحات مودرنا، والتحالف الألماني الأمريكي بيونتيك فايزر، ومعهد الأبحاث الروسي جمالايا (المسمى سبوتنيك 5).

أما المشروع الأوروبي الذي تقوده جامعة أكسفورد مع شركة أسترازينيكا البريطانية وكذلك مشروع المختبر الصيني “صينوفارم” فهما أيضا في المرحلة الثالثة، لكنهما لم يقدما نتائجهما بعد. واللقاحات الأخرى لا تزال في المرحلة الأولى التي تهدف قبل كل شيء إلى تقييم سلامة المنتج أو في المرحلة الثانية حيث يتم بالفعل استكشاف مسألة الفعالية.

مشكلة التوزيع

العالم إذن أمام مشكلة مرتقبة مع بدء عملية توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهي مشكلة “التوزيع المنصف” للقاح لكل دول العالم، وهي المعادلة الصعبة مع اختلاف قدرات وإمكانات الدول والحكومات حول العالم.

هناك مخاوف من أن تتخلف البلدان الفقيرة عن ركب الحصول على اللقاح، لأن الدول الغنية “تخزن” جرعات من لقاح فيروس كورونا أكثر من حاجتها. فقد جمعت الدول الغنية مخزونا كبيرا بما يكفي من جرعات اللقاح لتحصين شعوبها 3 مرات تقريبا بحلول نهاية العام المقبل، بانتظار أن تتم الموافقة رسميا على جميع اللقاحات من قبل حكوماتها وهيئاتها الصحية.

وتأتي هذه الإحصاءات من منظمة تحالف لقاح الشعب، التي تضم منظمة أوكسفام ومنظمة العفو الدولية، وتم الحصول على الإحصاءات بتحليل الصفقات التي تمت بين الدول و8 شركات رئيسية تنتج اللقاحات. ومن بين الإحصاءات أن جميع جرعات لقاح مودرنا المرتقب، تم شراؤها من قبل دول غنية، كما أن 96 بالمئة من جرعات لقاح فايزر الجديد، تم شراؤها من الدول الغنية. وبالنتيجة، تم تأمين 53 بالمئة من جرعات اللقاحات لـ14 بالمئة من سكان العالم فقط، فمثلا كندا حصلت على جرعات تكفي لتلقيح كل مواطن كندي 5 مرات.

من ناحية أخرى، قال التحالف إن الدول الفقيرة لن تتمكن من تلقيح سوى شخص واحد من كل 10 أشخاص في العام المقبل. ومن بين الدول الفقيرة، التي سيصلها العلاج متأخرا، 5 دول سجلت 1.5 مليون إصابة بكورونا حتى الآن، وهي كينيا وميانمار ونيجيريا وباكستان وأوكرانيا. وحتى وعد لقاح أوكسفورد، بتوفير اللقاح بنسبة 64 بالمئة للدول النامية، لن يكون كافيا لتلقيح سكان العالم الثالث. ومن المرجح أن يتم تلقيح 18 بالمئة فقط من سكان العالم في 2021.

لا حل قريب

يقول تحالف اللقاحات إنه يجب على الحكومات وشركات صناعة الأدوية اتخاذ إجراءات عاجلة للتأكد من وجود جرعات لقاح كافية للعالم، ليس فقط للبلدان التي يمكنها دفع ثمنها. وقال رئيس قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية، ستيفن كوكبيرن إن “تخزين اللقاحات يقوض بنشاط الجهود العالمية لضمان حماية الجميع في كل مكان من كوفيد-19”.

وأضاف “الدول الغنية لديها التزامات واضحة في مجال حقوق الإنسان، ليس فقط بالامتناع عن الأعمال التي قد تضر بالحصول على اللقاحات في أماكن أخرى، ولكن أيضا للتعاون وتقديم المساعدة للدول التي تحتاجها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى