شخصيات

محمد رفاعة الطهطاوي.. نصير ثورة 25 يناير و حفيد حركة التنوير في عصر محمد علي

“الحمد لله أني متهم بالتخابر مع من يقاومون العدو.. شرف لأي مصري أن تكون هذه تهمته على يد نظامٍ يمارس الحكم جلوسًا في حجر العدو الصهيوني”.. خلّد التاريخ هذه الكلمات التي استهل بها السفير محمد رفاعة الطهطاوي، نعي والدته في سرادق العزاء و”الكلبش” في يديه وعشرات من عناصر الداخلية مبعثرين في أرجاء الصوان، في الثالث والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 2015.

محمد فتحي رفاعة الطهطاوي هو أكبر أحفاد أحد أشهر وأكبر قادة النهضة العربية في مصر رفاعة رافع الطهطاوي الذي اشتهر بالبعثة إلى فرنسا وصاحب كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز.

تولى الطهطاوي رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية بقرار من الرئيس الراحل محمد مرسي يوم الأربعاء 9 أغسطس/آب 2012، في منصب مستحق لأحد أكثر الدبلوماسيين في دولاب وزارة الخارجية خبرة ؛ إذ كان جده الشيخ رفاعة الطهطاوي قائد النهضة العلمية في عهد محمد على وظلت الأسرة ترعى وصية جدهم في النهضة والتنوير.

تاريخ طويل

كان مشهودا للطهطاوي من جميع التيارات بالكياسة الديبلوماسية، شغل الطهطاوي منصب سفير مصر في ليبيا وإيران، ومنصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية ثم عميدًا للمعهد الدبلوماسي.

اختاره وزير الخارجية المصري السابق إيان حكم مبارك، عمرو موسى، لترأس الطاقم الدبلوماسي المصري في العاصمة الإيرانية طهران، بعد أن كان يعمل في بروكسل في فترة هي الأصعب في تاريخ العلاقات بين مصر وإيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979.

لكن الطهطاوي استطاع بفضل دبلوماسيته أن يحشد الإيرانيين لصالح التقارب بين البلدين، وخلال تلك الفترة كان الرئيس محمد خاتمى حاكمًا لإيران ونجح الطهطاوي في إقامة علاقات دبلوماسية قوية مع الرئيس الإيرانى في ظل حدوث مناوشات دبلوماسية بين البلدين، استطاع الطهطاوي أن يحسمها لصالح الجانب المصرى.

مواقف مشرفة

الطهطاوي لم يكن مجرد موظف أو مسؤول برئاسة الجمهورية، ولكنه كان واحدا من أصحاب الفكر والرأي في منظومة حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وموقفه إبان ثورة يناير/كانون الثاني كان مشرفا للغاية، حين ترك الأزهر الشريف الذي كان هو المتحدث الرسمي باسم الأزهر، فاستقال وانضم لجموع الثوار.

يقول المستشار الخضيري في مقال له بصحيفة المصري اليوم:” كان لقاؤنا الدائم في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، وعندما شاهدته، وكان في هذا الوقت مستشارًا لشيخ الأزهر قلت له أنت هنا بشخصك أم ممثلًا لشخص الأزهر؟ قال لي أنا هنا بشخصي، ولقد استقلت من منصبي في الأزهر، حتى لا أسبب إحراجًا للشيخ والمشيخة”.

رابط المقال

تصفه صحفية الوطن المصرية بقولها إن “تركيبته الشخصية محافظة لا تخلو من الانفعال، دمث الخلق، قادر على الاشتباك، يعرف كيف يزن كلماته والرسائل التي يوجهها”.

خلف القضبان

لم يُتهم السفير الطهطاوي شأنه شأن أي مسؤول في نظام الرئيس الراحل محمد مرسي، في قضية أخلاقية أو مالية، وإنما يخضع للمحاكمة في قضية “التخابر مع حماس وقطر”، برفقة الرئيس الراحل محمد مرسي، و10 آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تهم  أخرى ملفقة، ويقبع حاليا في سجن العقرب.

وتروي زوجته السيدة ماجدة أبوبكر عزام، تفاصيل زيارتها لزوجها، واصفة ما رأت خلال الزيارة بأنها تتضمن “البهدلة” ومحاولات الإذلال والضغط المالي الذي تتعرض له زوجات وأبناء وأمهات المعتقلين في تلك المقبرة.

رابط منشور الزوجة

وأشارت إلى أن الرحلة تبدأ قبلها بليلة؛ حيث يحضرن ليبتن أمام باب السجن ليضمن مكانًا متقدمًا في الصف؛ حيث يحدد كل مرة عدد دخول زوار العقرب من 30 إلى 50؛ بينما يصل النزلاء إلى 1500 معتقل.

وقالت: نقف في طابور بين بلوكات أسمنتية عرض الممر لا يزيد عن متر، وطول البلوك متر؛ حيث تقف مئات النساء، أما الأطفال فهم موجودون إما من الليلية السابقة، أو من الخامسة صباحا.

وتشير إلى أنه من المفترض أن يتم فتح الباب الساعة السادسة، إلا أنه لم يفتح أبدا في هذا الموعد، إضافة إلى تأخر عاملة تفتيش النساء، وحين يفتح باب “المغارة” تقع الكارثة؛ حيث التدافع الشديد للوصول إلى الباب، مصحوبًا بصراخ الأطفال “المزنوقين”، والنساء اللاتي يحاولن القفز من فوق الحجز، ليتقدمن فتشتعل المشاجرات بين النساء، ويحضر الضابط الكبير، الذي يقسم بالله إنه لو لم تنتظم السيدات فلن يتم إدخال أحد.

ومع الدخول، تشير زوجة السفير رفاعة الطهطاوي إلى بداية المرحلة الثانية؛ حيث يجتمع الزوار المتجهون إلى السجون الخمس الموجودة في المكان نفسه، ويبدأ التدافع مرة أخرى عندما ينادي اسم السجن؛ “أما نحن زوار سجناء العقرب فيجب قبل أن يتركنا نذهب لنركب “الطفطف” أن يتأكد أن اسمنا موجود في الكشف الذي سجل فيه أسماؤنا عند الدخول من البوابة”.

ثم تشرح المرحلة الثالثة من رحلة الزيارة المهينة قائلة: “الساعة الآن التاسعة، تبدأ برحلة الطفطف المحطمة للعظام، ثم الوصول لنقف في الطابور لاستلام البطاقات الشخصية، وننتظر حتى ينادى على أول مجموعة من الأسماء، التي لا تزيد عن أربعة أو خمسة، وتنتظر حتى يخرجوا لتدخل مجموعة أخرى، وحين نودي على اسم نزيلنا كانت الساعة 11,30، وبعد تفتيشنا مرة ثانية.

أما المرحلة الرابعة من الزيارة فتلخصها حفيدة عبدالرحمن باشا عزام قائلة: “يبدأ الانتظار في صالة كبيرة، وننتظر حضور الضابط بالكشف، وينادي الأسماء حسب القسم؛ من أش1 إلى أش4، وحين ينادى على اسمنا نذهب إلى حجرة الانتظار الأخيرة الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وننتظر وننتظر؛ لأن الدخول عائلة واحدة أو عائلتان كل مرة، وبعد الزيارة نذهب لننتظر الطفطف ليأخذنا إلى الخارج تكون الساعة تجاوزت الثانية والنصف لتكتمل رحلة الساعات العشر من أجل زيارة لم تتجاوز دقائق.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى