إصـــدارتناإصدارات مقروءة

عيد ”رابعة العدوية”.. لمحة حضارية في شريط الثورة المصرية

مر على “التجربة الرابعاوية” عيد واحد قبل أن تفتح القوات النيران من جميع الاتجاهات وتفض الاعتصام الذي مثل حالة اجتماعية فريدة وفرت فرصة لاستكشاف التعايش بين فئات متباينة ثقافيا واجتماعيا وتمثل كافة ألوان الطيف المصري.

ومثلت لحظة الاحتفال بالعيد (عيد الفطر المبارك) لحظة تجلٍ فريدة لهذا التعايش، إذ استقبل المعتصمون بميدان رابعة العدوية المناسبة بالورود ومباريات لكرة القدم ومدينة ملاهي للأطفال وفعاليات ثقافية وفنية، وامتدت تلك الفعاليات إلى ميدان النهضة بمحافظة الجيزة أيضًا.

بالورد نتعارف

ففي ميدان رابعة العدوية، اشترى عدد من المعتصمين كميات من الورود لتوزيعها على سكان منطقة رابعة العدوية؛ لتهنئتهم بعيد الفطر المبارك، والاعتذار لهم عن الإطالة في الاعتصام في منطقتهم، لا سيما بعدما روَج الإعلام المصري المحرض على الفض رغبة سكان المنطقة بذلك.

وقال أحد المشاركين في توزيع الورود على السكان، في تصريح نقلته وكالة الأناضول: “الورود هي سلاحنا، سنقوم بتوزيعها على إخواننا سكان رابعة العدوية، إذ إننا نآسف لهم لطول إقامتنا وإزعاجهم، لكن هذا الأمر جاء رغمــًا عنا نظرًا للأحداث الدامية التي وقعت في المنصة والحرس الجمهوري”.

وعن كيفية توزيع الورود، قال “بعد صلاة العيد ذهبنا إلى كل شقة في منطقة رابعة العدوية لنهدي سكانها وردة تقديرًا لهم”.

فعاليات فريدة

من جانبها، نظمت منصة رابعة العدوية فعاليات مختلفة داخل الاعتصام بدأت بعد صلاة العيد مباشرة، منها مباراة كرة قدم تضم عددا من اللاعبين المصريين، الذين أعلنوا في وقت سابق حركة “رياضيون ضد الانقلاب”، بجانب توزيع لكعك وبسكويت العيد في أرجاء الميدان، كما أقام شباب “ألتراس نهضاوي”، الذي يضم عددا من مشجعي كرة القدم، فعاليات احتفالية داخل الميدان.

المنصة نظمت أيضا مدينة ملاهي باسم “رابعة لاند”، تضم ملاهي (ألعاب) مجانية لإدخال البهجة على الأطفال والأسر، بجانب أنشطة ثقافية وغنائية ومسرحية.

فيديو للأطفال:

مشاركة نسائية

النساء المعتصمات برابعة صنعوا كحك العيد بالميدان، وشاركوا بأنفسهن في توزيعه على المعتصمين مع أطفالهم الذين أرفقوا معها البالونات والملابس الجديدة، فضلا عن توزيع العيديات من طباعة كلمات “ضد الانقلاب” عليها.

فيديو لكحك العيد:

ساقية رابعة

منصة “ساقية رابعة الثقافية” التي أسسها وزير الثقافة السابق علاء عبد العزيز، نظمت هي الأخرى عروضا مسرحية عديدة تتناول الواقع في ميدان رابعة، بجانب عرض بعنوان “مخطوف ذهنيا”.

رابط المسرحية:

عقود القرآن

كما شهدت منصة الاعتصام يوم العيد 17 حالة عقد قران، لكن عملية الفض حالت دون إتمام فعاليات حفل زفاف جماعي لهم.

مرحبا بكم معًا

وفي ميدان نهضة مصر بالجيزة، لم يختلف المشهد كثيرا عن رابعة العدوية، إذ أقام المعتصمون مسرحين لعرائس الأطفال قدما عروضا فنيا مجانية لاقت إقبالا كبيرا من الأطفال الذين حضروا إلى الاعتصام مع أسرهم.

ودعا القائمون على الاعتصام بميدان النهضة، أهالي المنطقة إلى أداء صلاة عيد الفطر معهم في الميدان، عبر أوراق دعوة تم توزيعها على سكان المنطقة: “نتشرف بدعوتكم لصلاة العيد في ميدان الحرية .. ميدان نهضة مصر”.

وتضمنت الدعوة الإعلان عن وجود “مسرح عرائس، وماسكات بشخصيات كارتونية للأطفال، منطقة ألعاب ترفيهية، بالونات هيليوم، اسكتشات، فقرات غنائية للأطفال، وتوزيع جوائز المسابقة الثقافية في الميدان” خلال اليوم الأول لعيد الفطر.

ووزع المعتصمون على بعضهم البعض علب كعك العيد، عليها صورة الرئيس الراحل محمد مرسي، ومكتوب عليها عبارة “انتصرت إرادة الشعب”. وشهدت المنصة الرئيسية عقد قران عروسين..

أعياد رابعة العدوية لا زالت تزهر

محاكاة العيد الربعاوي 2013 في إطفائية إسطنبول 2015

بعد عامين من المذبحة، بالتحديد في السابع عشر من يوليو عام 2015، نظم المعتصمون الناجون من المذبحة محاكاة لأجواء صلاة عيد الفطر المبارك بالميدان، وذلك في مدينة إسطنبول التركية، كأن التاريخ يكرر نفسه، لكن في ميدان آخر.

وبين أعلام مصر وصور الرئيس محمد مرسي، اصطف آلاف المصريين والأتراك وأبناء الجاليات العربية والإسلامية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك في ميدان الإطفائية مستشعرين المشاعر نفسها، وألقى الدكتور جمال عبد الستار الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة خطبة العيد باللغة العربية، وهو حدث فريد نادرا ما يتكرر في ميدان عام في تركيا التي تعتز بلغتها بشكل ملحوظ.

وعلى منوال الاعتصام برابعة، شهدت صلاة العيد في ميدان الإطفائية تنفيذ فقرات منوعة بين المواعظ القصيرة والتكبيرات الجماعية وتوزيع التمور وحلويات العيد على المصلين وتكريم الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم.

وكما فعلوا في ميدان رابعة، ألهب “ألتراس ربعاوي” حماس المحتفلين بالعيد بعد انقضاء الخطبة وهم يطلقون الهتافات التي حفظها العالم عن أنصار “الشرعية” ومناهضي “الانقلاب”، بحسب هتافاتهم التي صارت من معالم أحداث الربيع العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى