أحداث

مؤسسة وعي تطلِق إصدارها التوثيقي الأول حول أحداث “الحرس الجمهوري”

في ندوة علمية بالعاصمة البريطانية لندن، دشنت مؤسسة “وعي للبحث والتنمية” يوم 19 يوليو 2018، أولى موسوعاتها التوثيقية التي حملت عنوان (موسوعة الحرس الجمهوري- 5و8 يوليو 2013- أول توثيق علمي شامل)، وتناولت توثيق وقائع أول مذبحة وقعت بعد انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر، والمعروفة إعلاميا باسم “أحداث نادى الحرس الجمهوري”.

وافتتح الحفل مؤسس مؤسسة “وعي” للبحث والتنمية البروفيسور محمد فريد الشيال أستاذ التاريخ الإسلامي بالجامعات البريطانية، مستعرضًا مقدمات المذبحة، وطبيعة المعتصمين وبواعث مشاركتهم بالتظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ودواعي اتخاذ المعتصمين قرار التوجه إلى محيط النادي، مع التأكيد على سلميتهم التامة، واستهدافهم بشكل غير مبرر من قبل قوات الجيش.

وحول رمزية مذبحة الحرس، أبان الدكتور الشيال أهمية المذبحة وأسباب تخصيصها لتشغل موضوع الإصدار التوثيقي الأول للمؤسسة، مشيرًا إلى أن طلقات تلك المذبحة كانت إيذانا مبكرًا بالنهج الذي سوف يسلكه النظام الانقلابي ضد خصومه السلميين، وتمهيدًا للرأي العام الداخلي والخارجي للمذبحة الكبرى التي تلتها بأسابيع وانتهت بمذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة.

بعد ذلك، استعرض د.الشيال العمل التوثيقي الصادر عن المؤسسة، مبيّنا جهود فريق عملها ومنهجيتهم في التوثيق، والفرق بينه وبين النقل الإخباري وشهادات العيان، مع بيان خصوصية مذبحة الحرس الجمهوري، وتداعياتها الداخلية والخارجية، كاشفًا عن أن فريق عمل الموسوعة يضم 40 إلى 50 شابًا عملوا على جمع وتنقيح مواد الموسوعة، واستغرق عملهم الدقيق نحو عام وعشرة أشهر، مؤكدًا أنه يأتي ضمن خطتها لتأريخ الأحداث المعاصرة بمنطقة الشرق الوسط وفي مقدمتها أحداث الربيع العربي.

وقال د. الشيال، خلال رده على مداخلة من الحضور، إن العمل يأتي في 5000 صفحة، تم استعراض أبرز محاورها بمختصر في 400 صفحة، ليمثل باكورة موسوعة توثيقية كبيرة تتبناها المؤسسة لتوثيق فعاليات الربيع العربي ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن المؤسسة حاولت توخي الحياد الكامل في أولى موسوعاتها التوثيقية، مشيرًا إلى أن الموسوعة وثقت لشهادات مختلفة من أطراف المذبحة ولم تقتصر على الإسلاميين وحدهم، وأن النسخة الكاملة من الإصدار تضم تفريغا حرفيا لعشرات الشهادات الكاملة لأصحابها من توجهات مختلفة.

بعد ذلك، ألقى الأستاذ عادل صلاحي، مدير مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، كلمة أشاد فيها بالإصدار، مقارنًا بين نظرة المجتمعات الغربية وتقديرها لحياة الإنسان، وبين النظرة العربية التي أصبحت تستيقظ كل صباح على أخبار القتل وزيادة أعداد الضحايا.

وأكد صلاحي أن أبشع اختراع أنتجه الإنسان عبر تاريخه هو الاستبداد، وأن الربيع العربي جاء ليقضى على تبعات هذا الاستبداد الذي سيطر على المنطقة العربية.

وفي كلمتها، أبدت الصحفية الهولندية رينا نيتجيس، تقديرها لمساهمات المؤسسة التوثيقية، مؤكدة أنها كانت حاضرة لأحداث مذبحة الحرس الجمهوري التي وصفتها بالمروعة، نافية عن المتظاهرين أي مبادرة بمهاجمة قوات الأمن التي أمطرتهم بالرصاص.

واعتبرت نيتجيس أن الموسوعة تعد “عملاً توثيقيًا أكاديميًا”، مشيرة إلى أهمية العمل التوثيقي للأحداث السياسية والاجتماعية المصرية، ومعلقة بأن النظام المصري يحاول بكل الطرق تزوير الأحداث التي شهدها المصريون ولا يزالون يعيشون تبعاتها.

واستشهدت بما حدث لها إبان تغطيتها للأحداث في مصر عام 2013 حين لجأت إلى سفارة بلادها، بينما صنفتها مصر على قوائم الإرهاب، حيث أكدت أن وزير الخارجية المصري بنفسه ساعدها في الهرب من مصر لأنه كان يستعد لجولة خارجية في أوروبا لتحسين صورة الانقلاب، وهو ما يؤكد بوضوح انزعاج الأنظمة القمعية من أي محاولة لتوثيق ونشر جرائمها.

وفي نهاية الملتقى العلمي، أكد الحضور أن الإصدار يعد عملاً وثائقيًا أكاديميًا للأحداث السياسية والاجتماعية المصرية، وخطوة مهمة لتوثيق وحفظ وأرشفة الأحداث المهمة في التاريخ المعاصر.

يشار إلى أن العمل التوثيقي، يأتي في 5000 صفحة، تم استعراض أبرز محاورها بمختصر في 400 صفحة، ليمثل باكورة موسوعة توثيقية كبيرة تتبناها المؤسسة لتوثيق فعاليات الربيع العربي ومنطقة الشرق الأوسط.

ويقدم الإصدار دراسة وصفية للواقعة اشتملت على مقدمة، وأبواب للشهداء، والمصابين وفق التقارير الطبية، والمعتقلين، وشهادات الشهود، والوثائق النوعية، والصور والفيديو، وصدى وسائل الإعلام، وردود الأفعال السياسية، إضافة إلى التقارير الحقوقية، والإجراءات القانونية، والأعمال الإبداعية. ثم جاءت الخاتمة مشتملة على التوصيات، ثم الملاحق، والمصادر والمراجع.

واشتمل الإصدار على 14 مصطلحًا وواصفة، وما يقارب 1000 صورة ميدانية، وقرابة 1100 فيديو، شمل أكثر من 70 ساعة بث، و175 شكلاً توضيحيًا ما بين رسومات للمكان وصور ضوئية للوثائق، و35 جدولاً تعرض النسب المئوية الإحصائية وقوائم بالشهداء والمصابين والمعتقلين وغيرها.

كما رصد الإصدار بيانات 140 شهيدا في وثيقة موحَّدة جُمِعَت من 42 قائمة استنادية كما كُتِبَت سيرة مختصرة ومكثفة شملت جميع الشهداء شغلت 200 صفحة، وكذلك وثيقة موحدة للمصابين بلغت أكثر من 800 مصاب من المسجلين استنادا إلى 62 قائمة استنادية وقرابة 652 معتقلا.

كما رصدت الموسوعة 57 عملا فنيا وأدبيا وإبداعيا متفاوتا ما بين العمل الاحترافي والتعبير العفوي بجملة من الأنشطة الجماهيرية التي وثقت المذبحة والتي تم تصنيفها في عدة أشكال وأجناس تعبيرية مختلفة، ثم ختمت الخلاصة ببعض التوصيات والملاحق وقائمة المصادر والمراجع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى