[:ar]في وقت تجاوز فيه عدد مصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) 4,347,015 إصابة حول العالم، وتجاوزت الوفيات 297,197، لا يزال الملايين حول العالم يتشوقون لسماع خبر واحد: “اكتشاف لقاح كورونا”، فأين وصل العلماء في تطوير أدوات فحص الفيروس، وأيضا تطوير لقاح ما لمواجهته؟
لماذا الفحص واللقاح تحديدا؟ لأن مقدرات الحكومات الآن يتم إنفاقها بالتوازي على المسارين، طرق للكشف عن المصابين، وأخرى لحماية غير المصابين، وهما المساران الوحيدان الواجب سلوكهما لوقف انتشار الجائحة القاتلة حول العالم.
إشارة البدء
في البداية يجب التفريق بين مصطلحي الفحص والوقاية، وهما الجانبان اللذان يواجه العالم مشكلة واضحة فيهما أمام انتشار الفيروس. أدوات الفحص هي الاختبارات التي تجرى للأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، وتهدف لاكتشاف إصابتهم بالفيروس.
أما اللقاح فهو مستحضر يعطى للشخص لتكوين مناعة في جسمه ضد مرض معين، ويتكون من جراثيم المرض (بكتيريا أو فيروسات) التي تم قتلها أو إضعافها، وعند دخولها الجسم فإنها تحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة لمرض معين وذاكرة مناعية، بحيث يتذكر جهاز المناعة الميكروب الممْرِض فيقوم بمهاجمته والقضاء عليه فورا عندما يدخل الجسم في المرة اللاحقة.
هذه أقوى المحاولات الجادة التي تجري في العالم حاليا للبحث عن لقاح فاعل لمواجهة الفيروس:
منظمة الصحة العالمية
رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بمدينة جنيف السويسرية، إن إيجاد لقاح كورونا سيستغرق على الأقل مدة تتراوح بين 12 ـ 18 شهرا، موضحا أن نقص معدات الوقاية الطبية، يشكل أكبر تهديد للجهود الدولية المشتركة فيما يخص إنقاذ حياة الناس.
وبينما لا يزال تطوير لقاح آمن يخضع لاختبارات مناسبة ويحتاج إلى ما بين 12 و18 شهرا على الأقل، أشار غيبريسوس إلى أن الاختبارات جارية حاليا للعثور على عقاقير يمكن استخدامها لعلاج المصابين، مشيرا إلى أن هناك مرضى من النرويج وإسبانيا هم بين أوائل من قرروا الخضوع، لما وصفته المنظمة باختبار التضامن الذي ستتم خلاله مقارنة مدى سلامة وفعالية أربعة أنواع مختلفة من الأدوية أو توليفات أدوية.
الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة، وافقت هيئة الغذاء والدواء على استخدام فحص جديد لتشخيص فيروس كورونا يتيح الحصول على النتائج بعد خمس عشرة دقيقة، وذكرت شركة آبوت المصنعة للفحص أنها تعتزم توزيع خمسين ألف فحص يوميًا.
وستجرى الفحوصات عبر أجهزة خفيفة ومحمولة تصنعها الشركة ويمكن نقلها بسرعة إلى المناطق الأكثر إصابة بالفيروس، وتتوقع الشركة إنتاج خمسة ملايين فحص كل شهر، حيث يعد الفحص الجديد الأسرع من حيث إظهار النتائج الذي توافق عليه هيئة الدواء والغذاء الأميركية.
ألمانيا
في ألمانيا يجري معهد ماكس بلانك اختبارا بالمستشفيات لمصل جديد لتحديد مدى فعاليته في مقاومة فيروس كورونا، وكان هذا المصل في الأصل مبتكرا ضد مرض السل، حيث يسعى باحثون بقسم بيولوجيا العدوى بمعهد ماكس بلانك الألماني للأبحاث العلمية، للتحقق من فعالية مصل ابتكره باحثون بالمعهد ويحمل اسم “في بي إم 1002” (VPM1002)، في الحماية من الإصابة بفيروس كورونا.
وسيتم إجراء الاختبار لفاعلية المصل بعدة مستشفيات في ألمانيا على مجموعة من كبار السن، فضلا عن العاملين بقطاع الخدمات الصحية، بعد مناقشة الأمر مع السلطات المختصة. وتم اختيار تلك الفئتين على وجه التحديد لكونهما الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقا لما ذكره موقع معهد ماكس بلانك.
ويسعى المعهد من خلال تجربة المصل المخصص للحماية من مرض السل إلى توفير حل مؤقت لحين التوصل لمصل خاص بالوقاية من الإصابة بفيروس كورونا. وتعطي فعالية المصل المتزايدة وتمتعه بمقدار مرتفع من أمان الاستخدام أملا في أن يكون قادرا كذلك على تخفيف أعراض الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
دراسة ألمانية أخرى
في ألمانيا أيضًا، ستطلق دراسة على أكثر من مئة ألف شخص لمعرفة ما إذا تشكلت لديهم مناعة ضد فيروس كورونا المستجد بما يسمح بتقييم انتشار الفيروس، على ما قالت المتحدثة باسم المعهد الرئيسي المكلف بإنجازها، حيث سيقوم الباحثون بتحليل ما إذا كانت هذه العينات ستفرز أجساما مضادة لكوفيد-19 كدليل لإصابة صاحبها بالمرض وتعافيه منه.
وأوضح جيرارد كروز، الذي يترأس قسم علم الأوبئة في مركز “هيلمولتز”، في حديث للمجلة الألمانية أنه “يمكن إعطاء ما يشبه دفتر لقاحات للأشخاص الذين كونوا مناعة، ما يسمح لهم باستئناف عملهم حتى في ظل استمرار القيود” على الحركة.
روسيا
الوكالة الطبية البيولوجية الروسية قالت إنها طورت سبعة نماذج أولية للقاحات ضد فيروس كورونا، ونسبت وكالة أنباء (تاس) الروسية في نسختها باللغة الانجليزية إلى فيرونيكا سكافوريتسوفا مديرة الوكالة قولها “حتى اليوم طوّرت الوكالة الطبية البيولوجية الروسية سبعة نماذج للقاحات مهندسة جينيا تم جمعها من بروتينات مدمجة، كل منها يحتوي على محددات مستضدية (مولدة الضد) أي أجزاء تتفاعل مع الفيروس”.
وأضافت أن المهمة الحالية هي اختيار نموذج اللقاح الأكثر فعالية من النماذج السبعة، مضيفة أن اللقاح الذي سيكون جاهزا لن يكون متوفرا قبل 11 شهرا، مشيرة إلى أن العلماء يعتزمون الانتهاء من كل الاختبارات بحلول يوليو/تموز المقبل، ثم الانتقال إلى التجارب قبل السريرية و”نخطط الوصول إلى المرحلة الأولى والثانية بحلول نهاية العام الجاري أو الربع الأول من العام المقبل”، كما تقول.
إيران
أعلن مدير مركز تنمية التقنية في وزارة الصحة الإيرانية حسين وطن بور أن شركة إيرانية أنتجت معدات أو أجهزة لاختبار وفحص فيروس كورونا وتم طرح هذه المنتجات في الأسواق، وأضاف أن المعدات الجديدة تم تقييمها في معهد باستور الإيراني وتم إصدار تراخيص لإطلاقها في الأسواق، مشيرا إلى أنه في المرحلة الأولى تم إنتاج عشرين ألف من هذه المعدات لفحص فيروس كورونا وأن الشركة الإيرانية المنتجة لديها الإمكانيات لتصدير تلك المعدات إلى سائر الدول.
تركيا
أعلنت جامعة العلوم الصحية التركية، تطوير علاج جديد لفيروس “كورونا”، وذلك بالتعاون مع شركة “VSY” لصناعة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية. بحسب وكالة الأناضول التركية.
وذكر رئيس الجامعة البروفسور جودت أردول في بيان، “قمنا بعمل دؤوب ومتواصل في مجال البحث العلمي ومراقبة انتشار الوباء، وذلك في سبيل تطوير العلاج لهذا الوباء والوصول به إلى مرحلة الإنتاج”.
وأشار إلى أن “العلاج الجديد يحمل اسم (TR-C 19)، وتم تطويره في وقت سابق في المختبر، وأصبح جاهزا للتطبيق على المتطوعين خلال فترة قصيرة بعد الحصول على التراخيص”.
الدول العربية غائبة
اللافت للنظر في تلك الإحصائية هو غياب أي دور عربي فاعل في تلك المحاولات، وهو ما يعكس واقع البحث العلمي والطبي العربي المتردى، والذي وضعته جائحة فيروس كورونا المستجد أمام اختبار حقيقي لنجاعته وقدرته على مواجهة التحديثات الحقيقية، بعيدا عن بروباغندا الإعلام الحكومي ومسلسلات الإنجازات الخارقة للأنظمة.[:]