كتب

ثورة 25 يناير وكسر حاجز الخوف.. تأصيل فقهي لانتزاع الحرية

[:ar]

كان عضو مجمع البحوث الإسلامية الراحل الدكتور محمد عمارة من أشد المؤيدين لثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، إذ وصفها بـ ” الملحمة الشعبية”، ووثق لذلك في واحد من أكثر كتبه انتشارا وتداولا، “ثورة 25 يناير وكسر حاجز الخوف”، الذى يقع فى 142 صفحة من القطع الصغير، طباعة دار السلام للطباعة والنشر، عام 2011.

ومثل الكتاب لحظة احتفاء فريدة من الطبقة الرفيعة من علماء الأزهر بالثورة، في الوقت الذي تحفظت فيه كثير من النخب الدينية المصرية في تأييدها حتى بعد نجاحها في خلع مبارك.. إلا أن موقف الدكتور عمارة جاء “منقذا” لهيبة كثير من علماء الأزهر الذي تخذّلوا عن دعم الثورة الشعبية منذ انطلاقها.

تأصيل فقهي للثورة

يرصد الدكتور عمارة فى الكتاب، التعريفات المختلفة للثورة فى الفقه الإسلامى، مشيرا إلى أن أهل السنة يوافقون على خلع الإمام الجائر بشرط ألا يستلزم ذلك فتنة وقتالا وهياجا، وهو ما اعتبره نوع من التحفظ على التغيير بالثورة.

ويقول: “إن الجور منكر وتغيير المنكر فريضة ثابتة بالكتاب والسنة شريطة ألا يؤدى تغيير المنكر إلى منكر أشد، وأغلب أئمة الإسلام قد أيدوا الثورات وبايعوا الثوار وتحملوا فى سبيل ذلك إيذاءً شديدا”.

فضح علماء السلطان

ويفند الدكتور عمارة آراء من أسماهم بـ “علماء السوء” و”فقهاء السلاطين” الذين يزعمون أن الإسلام يوجب على الرعية طاعة الحكام فى كل الأحوال، وأنه يطلب من الأمة شكر الحاكم إذا عدل، والصبر على ظلمه إن كان ظالما”.

ويرى أن كل ما خرج عن القسم الخاص بتبليغ الرسالة الدينية ليس دينا، “وإنما دنيا وسياسة على العقل المسلم أن يتناول موضوعها ابتداء بالنظر والاجتهاد دون تقيد بما يروى من النصوص والمأثورات”.

تاريخ طويل من الثورات

وأوضح عمارة أن مصر عرفت الثورات الشعبية فى عصرها الحديث أكثر مما عرفت كثير من البلاد، “حيث شهدت ثورة علماء الأزهر ضد الوالى التركى 1805، وثورة عرابى 1881، وثورة 1919، وثورة 1952 وأخيرا ثورة 25 يناير.

خصوصية ثورة يناير

وأشار إلى أن ثورة يناير جاءت بسبب الفقر والإحباط الذي دفع قطاعات من الشباب للمغامرة بالهجرة غير الشرعية بل والعمل فى إسرائيل، إضافة إلى تكريس جهاز الشرطة الذي زاد عدده عن عدد الجيش لحراسة النظام والأسرة الحاكمة وقهر الشعب، وتزوير إرادة الأمة فى الانتخابات والاستفتاءات.

مستقبل الثورة

وتحت عنوان آفاق المستقبل ناقش المفكر الإسلامى مفاهيم الدولة المدنية، والمرجعية الإسلامية، وعلاقة المواطنة بإسلامية الدولة، وعلمانيتها وما يثور حول الفوارق المنهجية بين الديمقراطية الغربية والشورى الإسلامية.

دعم مستمر للحريات

لا يمثل الكتاب خروجا عن منهج الدكتور محمد عمارة الفكري أو قفزة غير مسبوقة في مسيرته، إذ درج على دعم حريات الشعوب وثوراتها، لكن الاختبار الحقيقي لمواقفه كان بعد ما حدث في 3 من يوليو 2013 في مصر، حين عزل الجيش المصري الرئيس الراحل محمد مرسي واستولى قائد الجيش على السلطة في انقلاب عسكري.

لم يخيب الدكتور عمارة ظن مريديه ولا تنكب لمشواره الفكري اذ سرعان ما ظهر في مقطع مصور يعلن فيه أن ما حدث في البلاد من انقلاب عسكري إنما يمثل “جنوحا عن مدنية الدولة وانقلابا على مطالب الجماهير”، ونشر آنذاك بيانا طالب فيه الجيش بالعودة إلى ثكناته واحترام المسار الديمقراطي.[:en] 

[:]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى