تحليل إخباريشخصيات

مالكوم إكس.. مناضل مسلم ضد العنصرية الأمريكية

سنة 1931 وُجد جثمان رجل أمريكي أسود مقتولا على سكة القطار بمدينة “لانسنغ” بولاية ميتشغان الأمريكية، ووجهت عائلته أصابع الاتهام إلى مجموعة عنصرية متطرفة، ثم دخلت زوجته مصحة للأمراض العقلية بسبب معاناتها من فقدان زوجها، فتفرق الأبناء في مراكز الرعاية الاجتماعية.أحد هؤلاء الأبناء، وفي تلك الظروف القاحلة المشحونة بالعنصرية والظلم المجتمعي المقنن في الولايات المتحدة الأمريكية، هو مالكوم ليتل، الذي سيصبح بعد سنوات من تلك الواقعة أبرز أميركي أفريقي مناضل من أجل العدل والمساواة.

المولد والنشأة

ولد مالكوم إكس (اسمه الأول مالكوم ليتل) يوم 19 مايو/أيار سنة 1925 بمدينة أوماها بولاية نبراسكا الأميركية بين ثمانية إخوة من أب قس في أسرة تعتز بجذورها وانتمائها الأفريقي.

اضطرت عائلته إلى تغيير مكان إقامتها أكثر من مرة لتجنب ضغوط وتهديدات العنصريين البيض لوالده القس إيرل ليتل، الذي كان متحمسا لأدبيات منظمة “القومية السوداء” التي كانت تنادي بتفوق العرق الأسود، لكن ذلك لم ينج الأسرة من ملاحقة البيض.

سنة 1931 وُجد جثمان رجل أمريكي أسود مقتولا على سكة القطار بمدينة “لانسنغ” بولاية ميتشغان الأمريكية، ووجهت عائلته أصابع الاتهام إلى مجموعة عنصرية متطرفة، ثم دخلت زوجته مصحة للأمراض العقلية بسبب معاناتها من فقدان زوجها، فتفرق الأبناء في مراكز الرعاية الاجتماعية.

أحد هؤلاء الأبناء، وفي تلك الظروف القاحلة المشحونة بالعنصرية والظلم المجتمعي المقنن في الولايات المتحدة الأمريكية، هو مالكوم ليتل، الذي سيصبح بعد سنوات من تلك الواقعة أبرز أميركي أفريقي مناضل من أجل العدل والمساواة.

الدراسة والتكوين

تطلع مالكوم اكس لدراسة القانون لكنه ترك المدرسة في المرحلة الثانوية التحضيرية (جونيور هاي سكول) احتجاجا على أستاذ أبيض قال له إن “دراسة القانون هدف غير واقعي بالنسبة لزنجي”.

ترك المدرسة وهو حانق على البيض، رافضا لواقع اجتماعي اعتبره عنصريا وظالما، فرحل إلى بوسطن بولاية ماساشوستس وانغمس في اللهو والمجون، ولعب القمار وترويج المخدرات، فدخل السجن سنة 1946 بتهمة السرقة والسطو المسلح.

أحد هؤلاء الأبناء، وفي تلك الظروف القاحلة المشحونة بالعنصرية والظلم المجتمعي المقنن في الولايات المتحدة الأمريكية، هو مالكوم ليتل، الذي سيصبح بعد سنوات من تلك الواقعة أبرز أميركي أفريقي مناضل من أجل العدل والمساواة.

دخول الإسلام

كان السجن محطة بارزة في حياته وفي مساره الحقوقي الدعوي، فخلال سنواته السبع فيه بدأ رحلة التثقيف الذاتي مستفيدا من مكتبة السجن، وانكب على مطالعة الكتب الأدبية والقانونية والتاريخية.
وتعرف على أدبيات منظمة “أمة الإسلام” إثر مراسلات مع إخوته (وهي منظمة خرجت من رحم العنصرية ضد السود لتمثل الجانب الآخر من المشهد، حيث قامت على اعتقاد تفوق الجنس الأسود على الأبيض)، فاجتذبته تعاليم إليجاي محمد وأطروحاته في نقد تهميش مجتمع البيض لمجموعة السود وعدم تمكينهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
خرج من السجن سنة 1952، وأعلن إسلامه، وأصبح “عضوا مكرسا” في المنظمة واتخذ لقب “إكس” علما لعائلته بدلا من لقب “ليتل” الذي اعتبره اسما عبوديا.

محطة فارقة

في سنة 1953 عين متحدثا رسميا باسم المنظمة وشغل منصب المفوض في معابد بوسطن وفيلادلفيا ونيويورك وقام بتأسيس مقرات جديدة للمنظمة في ديترويت ونيويورك وأطلق في العام 1957 صحيفة باسم “إليجاي محمد يتكلم” لتكون صوت المنظمة.
استطاع -بما امتلك من جاذبية وحماس وقدرة على التأثير- اجتذاب آلاف السود الأميركيين إلى “أمة الإسلام”، فتضاعف أعضاؤها عشرات المرات في زمن قياسي، وبلغ عددهم ثلاثين ألفا في سنة 1963 بعد أن كانوا نحو خمسمائة عضو في سنة 1952.

القائد مالكوم إكس

وبفعل نجاحه في استقطاب الأنصار ومستوى الإثارة في طرحه وأفكاره ظهر في أشهر البرامج الإعلامية وشارك في ندوات ومناظرات في أعرق الجامعات الأميركية وصنفته صحيفة “نيويورك تايمز” ثاني أكثر خطيب يحظى بمتابعة الأميركيين في الولايات المتحدة.

وفي يونيو/حزيران عام 1963 قاد إكس مسيرة “رالي الحرية” في منطقة هارلم بنيويورك، واعتبرت المسيرة من أضخم فعاليات حركة الحقوق المدنية بأميركا.

داعية إسلامي

في فبراير/شباط 1964 أقنع بطل العالم في الملاكمة كاسيوس كلاي بالانضمام إلى أمة الإسلام فأعلن إسلامه وبدل اسمه إلى محمد علي.

ومن ثم، فاقت شهرة مالكوم شهرة معلمه ومرشده الروحي إليجاي محمد فبدأت الخلافات بينهما، وتعمقت عندما أوقفه عن التحدث باسم “أمة الإسلام” لمدة تسعين يوما حين علق على اغتيال الرئيس جون كنيدي بالقول “إنه (كنيدي) لم يدرك أبدا أن الدجاجات سوف تعود إلى المنزل لتُشوى”.

الرحيل عن “أمة الإسلام”

ترك مالكوم أكس جماعة “أمة الإسلام” في فبراير/شباط 1964 وذهب لأداء فريضة الحج فعاد بمنهج جديد لمتابعة النضال في حركة الحقوق المدنية، وبرؤية للإسلام تختلف عن رؤى مرشده السابق.

فقد أثرت فيه رؤيته للمسلمين جنبا إلى جنب، يصلون في صفوف متراصة، ويأكلون من أطباق واحدة، ويتحدثون في مجالس موحّدة، لا تمييز فيها بين الألوان والأعراق.

بدأت دعوته تخرج من دائرة السود الأميركيين لتتوجه إلى مختلف أعراق ومكونات المجتمع الأميركي وأسس منظمة “المسجد الإسلامي” لمتابعة نشاطه الحقوقي.

واصل دعوته ونضاله فأسس “منظمات الوحدة الأفرو أميركية” في محاولة لربط نضال السود الأميركيين بنضال الأمم الأفريقية التي كانت تناضل من أجل التحرر الوطني.

اغتيال مالكوم إكس

اغتيل مالكوم إكس في 21 فبراير/شباط 1965 من قبل ثلاثة مسلحين من منظمة “أمة الإسلام” أطلقوا عليه النار في منطقة هارلم بنيويورك، ودفن بمقبرة “فيرنكليف” في منطقة هارتسدايل بنيويورك.

وخلال السنتين الأخيريتين من عمره انكب على كتابة سيرته الذاتية مع الكاتب “ألكس هايلي”، التي نشرت بعد مقتله بقليل تحت عنوان “السيرة الذاتية لمالكوم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى