عالج السرد قصص المسيرات التي جاءت لتخفيف الحصار عن المعتصمين وما تعرضت له من مواجهة عنيفة من القوات أوقعت منهم عشرات القتلى على أطراف الميدان.. الملخص كامل
دراسة “وعي” حول فض اعتصام رابعة العدوية: المنهج والنتائج
0.00 $
تحل علينا الذكرى السابعة لواحد من أهم الأحداث التي وقعت في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وهو الفض الدموي لاعتصام رابعة العدوية في الرابع عشر من أغسطس عام 2013، والذي يكتسب أهميته على عدة مستويات؛ على مستوى أحداث الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير 2011 ومثَّل الحدث منعطفًا كبيرًا في مسارها، وعلى مستوى التغيرات السياسية والاجتماعية الكبرى التي شهدتها الدولة المصرية من جراء الحدث، وعلى مستوى التطورات الإقليمية التي عاشت حالة من الاضطراب والسخونة والتطور السريع جدًا للأحداث على صعيد الحراك الشعبي المُطالب بالحقوق والحريات داخل الأقطار العربية وردة فعل الأنظمة تجاهها، وعلى صعيد العلاقات السياسية بين هذه الأقطار، وعلى مستوى التطورات الدولية التي ارتبطت بمنطقة العرب وما شهدته من تعاظم وظهور لتدخلات قوى إقليمية ودولية في المنطقة.
نعم، لقد كان لضخامة الحدث وفداحة الخسائر التي ترتبت عليه -لا سيما الخسائر في الأنفس والأرواح- الأثر الكبير في كل هذه المستويات، ولم يهنأ الجميع بالطمأنينة والسلام، حتى وإن ظن من حرضوا عليه أنه سوف يضع حدًا لزحف الشعوب الطامحة للحرية والعدالة والكرامة، وقد عبر عن ذلك الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة في تغريدةٍ له بعد الفض فكتب “ألا أيها المستبشرون بقتلهم، أطلت عليكم غمّةٌ لاتفرّجُ!”.
حدث ضخم، وأسئلة تحتاج إلى جواب
وبرغم ما لهذا الحدث من أهمية، فقد بقيت الأسئلة الجوهرية الآتية دون جواب لأعوام:
- ما العدد الفعلي لضحايا حدث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية؟
- ما هويات الضحايا؟، التي تتجاوز فرزهم لجنس معين، أو شريحة عمرية، أو منطقة سكنية، لتعتني كذلك بخلفياتهم الفكرية أو السياسية، والإطار القيمي الناظم لسلوكهم، وغير ذلك من زوايا الدراسة الكاشفة لأصحاب هذا التجمع البشري الفريد.
- ما طبيعة الإصابات التي أوقعت الضحايا من القتلى، وما دلالاتها؟ من خلال تحليل إحصائي متخصص.
- من الفاعل الحقيقي لجرائم القتل والحرق والإبادة التي وقعت في هذا الحدث؟ لا سيما وقد عملت سلطة انقلاب الثالث من يوليو –بما امتلكته من فاعلية سياسية وإعلامية- على الترويج لفكرة أن الاعتصام كان مسلحًا، وأن المتظاهرين قتلوا بعضهم، إلى غير ذلك من الأطروحات.
توثيق الفض؛ إسهام “وعي” الجديد حول اعتصام رابعة العدوية
واتساقًا مع محور التوثيق والتأريخ للأحداث المعاصرة؛ فقد تبنَّت مؤسسة وعي للبحث والتنمية مشروعًا موسوعيًا لتوثيق اعتصام رابعة العدوية وفق منهجها المعتمد والذي أنتجت به موسوعتها التوثيقية الأولى بعنوان “مذبحة الحرس الجمهوري، أول توثيق علمي شامل“، والذي لاقى قبولاً واسعًا في الأوساط العلمية والأكاديمية.
ويأتي توثيق فض اعتصام رابعة العدوية كحلقة أولى من حلقات التوثيق الشامل للاعتصام ككل، وقد باشر باحثو مؤسسة وعي هذا المبحث بداية من مايو 2019، وهو الآن في مراحله النهائية تمهيدًا لنشر نتائجه.
وقد راجع الباحثون في بداية عملهم الدراسات والتقارير ذات الصلة بفض الاعتصام والتي صدرت عن جهات مختلفة، وقدموا عرضًا لخلاصاتها وأهم الملاحظات عليها، ومن ذلك: 1) تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، 2) الملخص التنفيذي لتقرير اللجنة القومية المستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصي الحقائق في الأحداث التي واكبت 30 يونيو 2013 وما أعقبها من أحداث وتوثيقها وتأريخها، 3) تقرير جاد ووهبه، 15أغسطس 2015، الصادر عن المفوضية المصرية للحقوق والحريات بعنوان “ساعات استباحة القتل الجماعي، تقرير عن وقائع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة”، 4) تقرير هيومن رايتس ووتش، 12أغسطس 2014، بعنوان “حسب الخطة؛ مذبحة رابعة وعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين في مصر”، 5) كتاب شهادتي رابعة.. بين الحقيقة والخيال، 2014، لمؤلفه د. جمال عبدالستار، 6) تقرير مصلحة الطب الشرعي حول فض اعتصام رابعة، 7) كتاب “مجزرة رابعة بين التوثيق والرواية”، 2014، سليم، وآخرون، 8) سلسلة مركز الحضارة بعنوان “رابعة؛ شهداء الحرية في ميادين مصر”، دراسة مؤسسة وعي للبحث والتنمية، 2019، بعنوان “مذبحة الحرس الجمهوري”.
توثيق الضحايا؛ معايير عالية، ونتائج غير مسبوقة
في سبيل الإجابة عن سؤال الدراسة الأول: ما العدد الفعلي لضحايا حدث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية؟؛ أنجزت الدراسة عددًا من الإجراءات نوجزها فيما يأتي:
أولاً: أجرى الفريق عمليات بحث مطولة لجمع كل ما هو قائمة تتضمن إحصاءً لضحايا فض اعتصام رابعة من القتلى، فتم الرجوع لعشرات المواد من المواقع الإخبارية وردت كأخبار أو تقارير صحفية، ومواقع المراكز البحثية والمؤسسات الحقوقية لجمع ما صدر عنها من تقارير أو قوائم توثق لضحايا الحدث، وتم الرجوع أيضًا لمنصات التواصل الاجتماعي لا سيما صفحات المحافظات والمدن التي حرصت على توثيق شهدائها في المذبحة وعلى نشر صورهم وسيرتهم وقصص استشهادهم.
ثانيًا: فحص الفريق أكثر من 900 شهادة وفاة وتصريح دفن لضحايا أحداث وقعت بهذه الفترة، واستخلص منها ما يخص ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية، وكوَّن قائمة مستقلة منهما، وكان لهذه القائمة قيمة عالية في توثيق عدد من الشهداء مع تأكيد البيانات الشخصية لكل منهم كونها صادرة عن جهات رسمية.
ثالثًا: صنف الفريق القوائم التي جمعها كقوائم مرجعية، وقد بلغت 73 قائمة، صنفها إلى فئات بحسب درجات قوتها وحجيتها في الاستدلال على تبعية الضحايا للحدث ودقة ما بها من بيانات، فتضمنت على الترتيب: أ) قوائم صادرة من جهات رسمية، مثل تقرير الطب الشرعي، أو شبه رسمية مثل تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان، ب) القائمة المكوَّنة من وثائق رسمية، مثل شهادات الوفاة وتراخيص الدفن، ج) قوائم ميدانية، مثل قوائم مسجد الإيمان، د) قوائم أنتجتها مؤسسات حقوقية، وجهات بحثية، مثل: 1) القوائم التي تضمنها كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق بإصداريه 1 و 2، 2) كتاب “رابعة، شهداء الحرية في ميادين مصر” الصادر عن مركز الحضارة الذي وثَّق عن طريق كتابة السير عدد 145 من شهداء فض اعتصام رابعة، 3) قائمة موقع ويكي ثورة، هـ) شهادات مباشرة من أهالي الضحايا وأصدقائهم وزملائهم. و) قوائم منشورة في مواقع الويب وصفحات السوشيال الخاصة بالمحافظات والمدن، ز) قوائم مستخلصة من صفحات أُنشئت خصيصًا لجمع بيانات ضحايا الأحداث مثل صفحة “احكيلي عن شهيد” وصفحة “اعرفوهم”، وغيرهما.
رابعًا: وصف الفريق القوائم المرجعية، وذلك بكتابة المعلومات الأساسية حول كل قائمة ثم عرض موجز لما بها من بيانات الضحايا عمومًا ومن ينتمي منهم لحدث فض اعتصام رابعة خصوصًا، وبهذا يعتبر الوصف مرجعًا مهمًا لقوائم إثبات كثير من الضحايا لأحداث تلك الفترة الهامة من تاريخ الثورة المصرية.
خامسًا: أنشأ الفريق ملف إكسيل بقالب محدَّد يتضمن كل الحقول المعرفية الممكنة لبيانات الضحايا وقد بلغت 40 حقلاً تم تأسيسها من كل الحقول المعرفية التي تضمنتها القوائم المرجعية.
سادسًا: تهيئة القوائم لعملية الدمج، وشملت عدَّة إجراءات: 1) حذف بيانات الضحايا الذين لا ينتمون لحدث فض اعتصام رابعة من كل القوائم المرجعية، والذين نصت القوائم صراحة على تبعيتهم لأحداث أخرى، 2) تفريغ بيانات كل قائمة مرجعية على حدة في ملف القالب، 3) الضبط الإملائي للبيانات لا سيما الأسماء حتى تساعد في تبيان المكرر أو المتشابه تمهيدًا لحذف التكرار بعد دمج القوائم. في هذا السياق أيضًا لجأ الفريق إلى استخلاص بيانات الضحايا من المصادر التي ذكرتها سردًا كصفحة “احكيلي عن شهيد” و”اعرفوهم، وسير “رابعة، شهداء الحرية في ميادين مصر” الصادرة عن مركز الحضارة، وغيرها، أو طباعة بيانات الضحايا من القوائم التي كانت صورًا كقوائم مسجد الإيمان التي كُتبت على لوحات وعُلِّقت على جدران المسجد وتداولتها المواقع المختلفة[1]، وقوائم كتاب “مذبحة رابعة بين التوثيق والرواية” بإصداريه، وغيرهما.
سابعًا: الدمج والتصفية، عبر الإجراءات الآتية: 1) دمج القوائم في قائمة واحدة فنتج عن ذلك قائمة شملت 24119 سجلاً، 2) ترتيب الأسماء أبجديًا، 3) حذف المكرر، على أساس اعتماد أوثق اسم ورد في قائمة من القوائم خاصة تلك القوائم التي بُنيت من وثائق رسمية للشخص كشهادات الوفاة وتصاريح الدفن، 4) دمج كل المعلومات التي وردت للشخص من كل القوائم التي شملته في سجل واحد، وحرص الفريق على استيفاء البيانات من كل القوائم بأفضل صورة ممكنة، 5) إحصاء عدد مرات تكرار الضحية في القوائم وإثباته في سجل الضحية، 6) استبعاد من هو خارج نطاق البحث.
وخلال هذه المرحلة حرص فريق البحث على تسجيل الملاحظات حول مبررات الدمج، والاستبعاد، ولهذا أهمية في بيان طريقة الحكم وأيضًا في إثبات بيانات ضحايا أحداث أخرى ممن توصل لهم الفريق أثناء البحث، والذين سُجلوا بسبيل الخطأ في قوائم مرجعية على أنهم من ضحايا فض اعتصام رابعة وهم ليسوا كذلك.
ثامنًا: حقَّق فريق البحث البيانات الناتجة من مرحلة الدمج والتصفية سابقة الذكر، حيث لم يكتف بما تم في المراحل السابقة من جمعها وفرز، فأجرى عمليات بحث معمقة وواسعة عبر مواقع الانترنت ومواقع السوشيال ميديا ومواقع بعض المحافظات التي وفرت للفريق قدرا كبيرا من المعلومات عن الشهداء، فتم استبعاد من هو خارج نطاق البحث. وفي هذه المرحلة ايضا أفادت تعليقات الأهالي على المنشورات التي تتضمن أخبار الشهداء حيث اضاف بعضهم أسماء لشهداء لم تكن قد نشرت ولم ترد في اي قائمة. تمت الاستفادة في هذه المرحلة أيضا من برنامج أحياء في الذاكرة، التي كانت تبثه فضائية الجزيرة مباشر مصر حيث كان يورد البرنامج مقدمة عن الشهيد وبياناته وواقعة استشهاده وتاريخ وفاته مما ساعد في توثيق بعض الشهداء. كما استفاد الفريق بهذه المرحلة من مواقع خاصة بمناهضة العنف ضد النساء مثل موقع نحن نسجل، الذي ساعد في توثيق بعض الشهيدات من النساء واستيفاء بياناتهن. في عدد من الحالات عمد الفريق إلى الاتصال المباشر بأحد اقارب الشهيد أو معارفه أو من أهل بلدته للتيقن من تبعية الضحية لواقعة فض اعتصام رابعة وأيضًا لاستكمال البيانات. أسفرت جهود الفريق خلال هذه المرحلة عن اضافة أسماء لم ترد في أي من القوائم المرجعية.
تاسعًا: حرَّر الفريق القائمة الموحَّدة النهائية التي خلصت إليها عملية التوثيق لضحايا فض اعتصام رابعة العدوية والتي تضمنت 1044 شهيدًا.
ويشار إلى أن هذا الرقم الذي وثقته قائمة مؤسسة وعي لضحايا فض اعتصام رابعة العدوية هو رقم غير مسبوق، حيث كان أعلى الأرقام هو 931 الذي أعلنته ويكي ثورة[2]، في حين وثقت هيومن رايتس ووتش 817 ضحية وأشارت في تقريرها إلى أن العدد الفعلي يتجاوز الألف، بينما جاءت التصريحات الرسمية وشبه الرسمية هي الأقل؛ فأعلنت مصلحة الطب الشرعي عن 377 ضحية وأعلنت اللجنة القومية لحقوق الإنسان شبه الرسمية عن 632 ضحية.
أمّا مَن كانوا هؤلاء الضحايا؛ فهناك عينة من سِيرهم
استفادت الدراسة في هذا القسم من الجهد السابق لمؤسسة وعي للبحث والتنمية خلال توثيقها لشهداء مذبحة الحرس الجمهوري في موسوعتها التوثيقية الأولى الصادرة عام (2019)، حيث عرضت الموسوعة مختصرًا لسير الشهداء، وبيّنت بشكل عملي أن شهداء الثورة المصرية السلمية ليسوا مجرد أرقام وإنما صورة إنسانية كاملة، وأنها هدفت إلى تخليد ذكراهم وتقديم مواساة أدبية -مبنية على المعلومات- لكل أبنائهم وعائلاتهم.
اختارت الدراسة أحد عشر شخصية كنماذج من بين ضحايا فض اعتصام رابعة، لم تظهر فجأة على مسرح الأحداث، ولم تكن منتمية لفصيل واحد كما سوق لذلك نظام الانقلاب. لقد عشقوا جميعًا الحرية والكرامة والعدالة، وسعوا لنيلها ضمن الحراك الشعبي المشروع في ثورة 25 يناير، فكلهم ثائرون بامتياز على الظلم والاستبداد والفساد.
فأحدهم عبدالناصر عجاج؛ شارك في ثورة يناير، وعزف مقطوعات موسيقية بعوده في ميدان التحرير بين الثوار
وهذه مريم علي؛ الطالبة الأزهرية، شاركت هي الأخرى في ثورة يناير وفي كل فعاليتها ومنها أحداث محمد محمود
وهذا عبد الرحمن عويس؛ العالم الأزهري، أستاذ التفسير الذي انضم لاعتصام رابعة التزاما بضميره الديني وبقيمه في رفض الانقلاب، فلقى الله شهيدًا هو وولده
وهذه أم رمضان، هبه محمد فكري؛ التي لم يكن لها أي انتماء سياسي، والتي ظهرت في مشهد استشهادها حيث واجهت القَتلة وجها لوجه مشهرة في وجوههم المصحف صائحة “الله أكبر” فما كان منهم إلا أن عاجلوها بطلقة في صدرها الذي خرجت منه تلك الصيحة
وهذا مصطفى الكردي؛ ذو الشخصية البسيطة والتعليم المتوسط، الذي أصر على المرابطة في الاعتصام من يومه الأول، فكان يذهب إلى عمله ويعود إلى الاعتصام، وحين بدأت المذبحة كان في بيته بالمنوفية، لكنه أصر على الالتحاق بالمعتصمين، ورغم الحصار المفروض على القاهرة إلا أنه استقل دراجته النارية، واستطاع أن يصل إلى الميدان ليكون على موعد مع الشهادة.
السرد: وشاهدٍ ومشهود؛ قُتِل منفذو المذبحة، كبُر ما فعلوا وما اقترفوا
حرّرت الدراسة سردًا بأحداث يوم الفض، وصف بشكل دقيق ما حصل على المحاور المختلفة للميدان وشوارعه الجانبية وداخل الخيام وفي الأبنية وفوقها وتحركات الناس وسلوكهم – معتصمين أو قوات- ووصف المشاعر وأحاديث النفوس.
كما عالج السرد قصص المسيرات التي جاءت لتخفيف الحصار عن المعتصمين وما تعرضت له من مواجهة عنيفة من القوات أوقعت منهم عشرات القتلى على أطراف الميدان.
واستطاع السرد أن يرسم صورة لخروج المعتصمين من الميدان وكيف خرجوا ومن أين وكيف عاملتهم القوات وإلى أين توجهوا.
وتعرض السرد أيضًا لما قامت به القوات بعد خروج المعتصمين من الميدان من عمليات حرق للمركز الطبي والمسجد وملحقاته، ثم تحطيم سيارات المعتصمين وإزالة الجرافات لآثار الفض قبل حضور النيابة للمعاينة.
وكان المشهد الأخير من مسجد الإيمان الذي استقبل جثامين بعض الشهداء وجاءه الأهالي للتعرف على ضحاياهم حيث انتهى الأمر بإخراج الأهالي من المسجد تحت قنابل الغاز المسيل للدموع.
كما عالج السرد عددًا من النقاط الهامة كمسألة تسليح الاعتصام ووهم الممر الآمن والخروج الآمن وغيرهما.
واستند السرد في روايته على شهادات عيان جمعت من مصادر متعددة وقسم منها ينشر للمرة الأولى حيث أجرت مؤسسة وعي مقابلات مسجلة مع عدد من شهود الحدث، هذا بالإضافة لمقاطع الفيديو والصور التي لم تقل في أهميتها عن المصادر البشرية، خاصة مع الكم الكبير الذي راجعته الدراسة والقراءة المنهجية التي حصلت لما حوته من مضامين.
وفي الختام
ختامًا؛ فإن مؤسسة وعي إذ تواصل عملها بهذا المشروع فإنها تلتزم برسالتها في معالجة الظواهر الاجتماعية والأحداث المعاصرة وفق دراسة منهجية، وتضع مع ذلك في أولوياتها القيم الإنسانية والحقوق والحريات، وفي مقدمتها الحق في الحياة والحق في التعبير، واللذان تم إهدارهما بل وسحقهما خلال عملية فض اعتصام رابعة العدوية وفق ما بينته نتائج الدراسة، والتي نرجو أن تكون متاحةً للجمهور قريبًا بإذن الله.
[1] يشار إلى أن الصور التي نشرت لقوائم مسجد الإيمان اختلفت من موقع إلى آخر، وقد جمعها فريق البحث وأنشأ منها قائمة مرجعية واحدة.
[2] هي مبادرة يديرها المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية