أماكن

النيل الأزرق.. حاضنة الفيضان الكارثي في جنوب السودان

تعد ولاية النيل الأزرق من الولايات الجنوبية حسب تقسيم السودان بعد انفصال الجنوب في 2011. تجاورها من الشمال ولاية سنار ومن الشرق إثيوبيا ومن الغرب والجنوب دولة جنوب السودان، عاصمتها الدمازين، وتم ترسيم الولاية في فبراير 1994.

تصدر اسمها سريعا منصات الأخبار خلال الشهر الماضي بعدما أعلنت الولاية عن تدمير أكثر من 600 منزل بأحياء مدينة بوط جراء انهيار مفاجئ لسد بوط على النيل الأزرق، إثر انهيار السد الذى يستخدم لتخزين حوالي 5 ملايين متر مكعب من المياه القادمة من وديان جبال الأنقسنا بشكل مفاجئ.

المياه حاصرت 600 أسرة في الأحياء، مع تعذر الوصول إليهم، وغمرت المنطقة من 3 اتجاهات، كما اجتاحت سيول عارمة مناطق شمالي السودان ما أسفر عن انهيار عشرات المنازل، دون إعلان رسمي فوري بشأن حصيلة الخسائر.

تاريخ الولاية

المنطقة يمثل فيها “سد بوط” عصب الحياة وتضم سوقًا كبيرة وأكثر من 9 مدارس للتعليم الأساسي، وظلت طوال فترة الحرب ملاذا آمنا للنازحين من جميع أرجاء الولاية التي يُقدَّر عدد سكانها بحوالي 618,029 نسمة عام (1999). وينتمون إلى مختلف القبائل السودانية.

وتنقسم الولاية إدارياً إلى 7 محليات هي: الدمازين (العاصمة)، والروصيرص، وباو، والكرمك، والتضامن، وقسيان، وودالماحى، وأول والي للولاية هو عبد الله أبوفاطة عبد الله، من فبراير 1994 إلى ديسمبر 1997، ويديرها حاليا يحي محمد خير منذ فبراير 2019.

التسمية والموقع

تشتق الولاية اسمها من النيل الأزرق الذي يشكل نسبة 85% من المياه المغذية لنهر النيل، ولكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط بعد الأمطار الموسمية على هضبة إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام نسبة كبيرة حيث تكون المياه فيه ضعيفة أو جافه تقريبا.

ينبع هذا النهر من بحيرة تانا الواقعة في مرتفعات إثيوبيا بشرق القارة. بينما يُطلق عليه اسم النيل الأزرق في السودان، ففي إثيوبيا يطلق عليه اسم “آبباي”. ويستمر هذا النيل حاملاً اسمه السوداني في مسار طوله 1,400 كم حتى يلتقي بالفرع الآخر، النيل الأبيض، ليشكلا معا ما يعرف باسم النيل منذ هذه النقطة وحتى المصب في البحر المتوسط.

المدن الرئيسية

الدَمازِينْ هي عاصمة الولاية، وهي مدينة تقع في جنوب شرق السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق على ارتفاع 492 مترًا فوق سطح البحر وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 300 كيلو متر وهي عاصمة ولاية النيل الأزرق. ونشأت وتطورت مع بناء سد الروصيرص بالسودان، وتتوسط منطقة ذات تنوع بيئي ومناخي وسكاني.

ونشأت الدمازين وسط غابة كانت تعج بمختلف أنواع الحيوانات البرية والقوارض وأُطلق عليها اسم «الأمازينق»، وهو لفظ يعني بلغة قبيلة البرتا التي كانت تشكل أغلبية سكان المنطقة الفئران، وقد سمّيت به لكثرة الفئران والجرذان فيها، وبمرور الزمن تحوّر الاسم إلى أمازين أو دمازين ثم اخيراً الدمازين. وثمة رواية أخرى تذهب إلى أن الكلمة تحريف لعبارة «ده ما زين » باللهجة العربية السودانية في إشارة إلى وعورة المكان.

تاريخ طويل

بالرغم من أن المنطقة التي نشأت فيها الولاية مشهورة بتاريخها التليد حيث كانت تشكُل الحدود الجنوبية لمملكة مروي القديمة، وجزء من مملكة سنار في القرون الوسطى، إلا أنها تعتبر واحدة من الولايات الحديثة النشأة، حيث تأسست كمعسكر للعمال والموظفين والمهندسين العاملين في مشروع تشييد سد الروصيرص في عام 1960 م.

وحتى اليوم، لا تزال المباني التي قامت ببنائها الشركة الإيطالية منفّذة المشروع، قائمة في وسط المدينة الحالية ومن بينها المستشفى ومركز الشرطة وبعض المدارس والمرافق الحكومية الأخرى.

وتطوّرت الولاية إلى تجمّع حضري عندما توافد إليها العمال من مختلف مناطق السودان للعمل في مشروع السد، واستمرت في تمددها وتوسعها بتوافد موجة ثانية من المهاجرين إليها بأعداد كبيرة من مناطق أخرى بولاية النيل الأزرق لأسباب أمنية منذ التسعينات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى