أفلام

فيلم مولان الجديد.. تسويق صيني لسيادتها على مناطق الإيغور

محمود مطاوع – ليما:

ما هي المكافأة المثالية لمتطرف يمارس القتل والإبادة بحق عرق كامل؟ ربما يجيب فيلم “مولان الصيني الجديد الذي أنتجته شركة والت ديزني الأمريكية، وتدور أحداثه حول فتاة محاربة في الصين القديمة، وقد بلغت تكلفة إنتاجه 200 مليون دولار، وبدأ عرضه على منصة البث الرقمي لشركة ديزني في العديد من بلدان العالم.

في نهاية الفيلم، تقدم الشركة الأمريكية شكرا لعدد من المؤسسات الصينية التي ساعدتها في الفيلم. وتضم أربع مؤسسات دعاية تابعة للحزب الشيوعي الصيني في إقليم تشنجيانغ ذي الغالبية المسلمة في شمال غرب الصين. بالإضافة إلى مكتب الأمن العام في مدينة توربان التي كانت أول مدينة توثق فيها معسكرات الاعتقال التي أقامتها الصين لتغيير هوية المسلمين.

انتقادات واسعة

الفيلم الجديد أثار جدلا بسبب تصوير أجزاء منه في منطقة شينجيانغ، حيث توثق جماعات حقوق الإنسان وبعض الحكومات، ومن بينها الولايات المتحدة، انتهاكات ضمن حملة الصين على أبناء الإيغور وغيرهم من المسلمين.

صحيفة نيويورك تايمز وصفت الأمر “بالمضحك والمحزن في وقت واحد”، فيما دعا مشرّعون أميركيون شركة والت ديزني إلى تفسير علاقتها بسلطات “الأمن والدعاية” في منطقة شينجيانغ الصينية، أثناء إنتاج فيلم “مولان” الذي قالوا إنه يعطي شرعية ضمنية لمرتكبي جرائم قد تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

وكتب أعضاء جمهوريون في مجلسي الكونغرس خطابا إلى بوب تشابيك الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، قالوا فيه إن “تعاون ديزني الواضح مع مسؤولي جمهورية الصين الشعبية الذين يتحملون أكبر قدر من المسؤولية عن ارتكاب فظائع أو التستر عليها، أمر مقلق للغاية”، وحث الخطاب ديزني على تقديم تفسير مفصل.

وأعادت اللجنة التنفيذية بشأن الصين في الكونغرس نشر الخطاب على تويتر، وهي لجنة تراقب حقوق الإنسان وسيادة القانون في الصين وتقدم تقريرا سنويا للرئيس دونالد ترامب والكونغرس. وقال المشرعون إن المعلومات حول دور بكين في احتجاز مسلمي الإيغور في شينجيانغ كانت منتشرة في جميع وسائل الإعلام قبل تصوير فيلم مولان.

ليس الإيغور وحدهم

الفيلم الجديد لم ينتهك حقوق الإيغور وحدهم، وإنما أيضا انتهك حقوق كثير من سكان المناطق التي تمت عمليات التصوير فيها، ومن بينها قبائل المغول التي ترفض أن يتم فرض اللغة الصينية على سكانها.

ويبدو صادما أن الفتاة التي يحكي الفيلم قصتها، والتي تدور حول الفتاة مولان التي تنضم للجيش الإمبريالي للدفاع عن المنطقة “شمال غرب الصين” من غزاة “روران”، حيث إن القصة الشعبية الأصلية تتحدث عن فتاة تنتمي لقبائل جاءت من منغوليا، ولا تتحدث الصينية.

ويأتي عرض الفيلم في وقت يحتج فيه سكان منغوليا الداخلية على فرض اللغة الصينية عليهم ومحو ثقافتهم ولغتهم، وهو ما عززه الفيلم بالتأكيد على هيمنة الحزب الشيوعي على أرجاء الصين كاملة، وأظهر استماتة من سكانها على حماية النظام الحاكم بتطور كامل.

وبشكل عام، فإن فريق عمل الفيلم معروف عنه تبعيته للنظام الشيوعي في الصين، ومما تم رصده بشكل صريح في هذا الصدد عام 2017، حين نشرت مخرجة الفيلم نيكي كارو صورة عن مناطق ممكنة للتصوير ووضعت عليها تعليق “أرومقي/آسيا” في إشارة إلى عاصمة تشنجيانغ، وورد حينها تعليق تحت الصورة: “عار عليك، قاطعوا مولان وتحدثوا عن الإيغور وإبادتهم في المنطقة نفسها“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى